محمد بن عبد الله
كشف رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، عن محتوى ما سماه خطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أوما يعرف بصفقة القرن بعد سلسلة من اللقاءات جمعته بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس تحالف أزرق أبيض بيني غانتس دون حضور أي ممثل للطرف الفلسطيني.
وتتلخص الصفقة في مجموعة من النقاط تكرس وتشرعن الاحتلال وتحرم الفلسطينيين من أبسط حقوقهم أهمها:
أولا: كل المستوطنات في الضفة الغربية ستكون تحت السيادة الإسرائيلية دون بناء مستوطنات جديدة لمدة أربع سنوات إضافة لوادي الأردن الذي يعتبره الإسرائيليون مهما لأمنهم الاستراتيجي.
ثانيا: القدس بأكملها عاصمة لإسرائيل مع السماح بالصلاة فيها لجميع الديانات بينما يبقى المسجد الأقصى تحت السيادة الأردنية.
ثالثا: يختار الفلسطينيون عاصمتهم في شمال شرق الدار المحيط بأجزاء من القدس ويمكن تسميتها القدس أو أي اسم آخر، بينما صرح نتنياهو في وقت لاحق أن العاصمة ستكون في أبوديس الواقعة على بعد 1.6 كيلومتر شرقي البلدة القديمة في القدس.
رابعا: نزع سلاح حركة حماس وأن تكون دولة فلسطين المستقبلية بلا سلاح بما في ذلك غزة
خامسا: إنشاء طريق سريع يربط بين الضفة الغربية وغزة يمر فوق أو تحت الأراضي المحتلة.
سادسا: اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي واعتراف الإسرائيليين بفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني.
وكانت ردود الأفعال الدولية متباينة بسبب تعارض خطة ترامب مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، فقد أكد رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب في تغريدة له عبر تويتر أن القدس خط أحمر مشددا على أن الموقف التركي يرتكز على الشرعية والقانون الدولي وقال إن خطة ترامب المزعومة بعيدة كل البعد عن فهم القضية الفلسطينية ووضع القدس ومحكوم عليها بالفشل.
أما الموقف الروسي فقد كان ضبابيا، معللا ذلك بالحاجة لمزيد من المعلومات، فقد صرح اليوم الأربعاء، المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف “نواصل تحليل هذه المعلومة ودراسة الخطة” وذكر أنه سيلقى المزيد من المعلومات من بنيامين نتنياهو الذي سيلاقيه غدا الخميس مشددا على استعداد روسيا الدائم لبذل جهود من أجل السلام في الشرق الأوسط.
وفي اتصال هاتفي صباح اليوم، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون لنظيره الفلسطيني محمود عباس عن رفضه لما جاء في خطة ترامب مؤكدا على حق الفلسطيني في العودة لأراضيهم، كما أرسل الأخير وفدا لقطاع غزة للتباحث مع حركة حماس حول مرحلة جديدة للحوار الفلسطيني.
من الواضح أن خطة ترامب غير منطقية وغير عادلة مما يفسر رفضها التام من كامل الأطراف الفلسطينية حتى تلك التي كان من المتوقع أن تكون منفتحة وتبرز رغبتها في التفاوض، إلا أن علم ترامب ونتنياهو باستحالة الموافقة عليها من الفلسطينيين وإصرارهم على إعلانها في هذا التوقيت بالذات أثار العديد من التساؤلات، حيث أكد العديد من المراقبين في كل من الداخل الأمريكي والإسرائيلي أن الإعلان جاء لتشتيت الأنظار عن تحديات كبرى ومشاكل داخلية تهدد ترامب ونتنياهو، فالطرفان لديهم حسابات انتخابية، والاثنان لا يريدان خسارة قاعدتهم اليمينية التي ترفض أية تنازلات بخصوص المستوطنات ولا تقبل بأي حل يتيح للفلسطينيين الحق في دولة ذات سيادة كاملة وفعلية على كل المستويات، ويواجه الرئيسان أيضا محاكمات قد تعصف بطموحاتهم السياسية، فإضافة لتهم الفساد التي وجهت لنتنياهو في نوفمبر الماضي، يُحاكم ترامب هذه الأيام أمام مجلس الشيوخ ويواجه تهما قد تؤدي إلى عزله.