إسرائيل في الواجهة

غازي الدالي

israele cacciaأخطأ من اعتقد أن إسرائيل تقف موقف المتفرج مما يحصل داخل دول الجوار من العرب و المسلمين خصوصا ما يحصل في سوريا .فالتاريخ علم و لازال يعلم أن هذا الكيان على مستوى عال من التنظيم و الجاهزية   ما مكنه من استباق أحداث قبل وقوعها و اصطياد معلومات قبل رواجها ,و ذلك بفضل نشاط استخباراتي رهيب و شبكة من العملاء منتشرة على نطاق واسع.ففي الوقت الذي ذهب الظن فيه أن إسرائيل تتابع الصراع السوري بعقلية المدافع المستنفر ,فاجئ هذا الكيان الجميع بشنه لغارات جوية استهدف أغلبها مخازن للأسلحة تحت سيطرة الجيش النظامي السوري ,هذه العملية أعادت الى الاذهان ما أقدمت عليه إسرائيل عقود من الزمن خلت عندما قصفت المفاعل النووي العراقي أيام الحرب العراقية الايرانية .الحدث هام لدرجة أن العقل لم يستسغه و المنطق نفر منه ,كيف تقدم إسرائيل على مثل هذه العملية في هذا الوقت بالذات ؟و  ما الذي دفعها الى ذلك؟و لصالح من هذا التدخل؟.قد تزول الدهشة بالنسبة للبعض إذا ما تمعنا جيدا في تسلسل الاحداث بداية من اندلاع الثورة في سوريا و احتدام الصراع بين الجيشين النظامي و مقاتلي المعارضة و ما يصفهم النظام بالجماعات المسلحة , وصولا الى تدخل حزب الله في الصراع بإرساله مقاتلين هناك و أخيرا حصول واشنطن على معلومات شبه مؤكدة تفيد بخروج الاسلحة الكيماوية السورية من مخازنها و استعمالها في بعض المواجهات .في تلك اللحظة حسمت إسرائيل موقفها و أرادت أن تكون في الواجهة مستبقة الخطر الذي قد يحدثه وصول هذه الاسلحة بيد أطراف قد تهدد أمنها و مصالح حليفتها واشنطن في المنطقة .هذه الاسلحة لا يهم سواء إن وقعت بيد الكتائب الجهادية المتصلة بالقاعدة أو وصولها بيد حزب الله العدو التاريخي للكيان الصهيوني .غارات قد تكون نفذت بدقة و حققت أهدافها لكن ربما لن تقضي نهائيا على جميع التخوفات التي تتملك على إسرائيل و واشنطن لذلك ففرضية اجتياح عسكري للأراضي السورية واردة للغاية .