الاسرى الفلسطينيين : فك اضراب الجوع بحلول مؤقتة لا يمكن ان يقطع مع معاناة مؤبدة

تقرير: بسام بن ضو

الى اين يمضي الاحتلال الصهيوني بهذه العربدة و الجنون الى اين يمضي بهذه الغطرسة و اللامبالاة الى اين يمضي بهذا السلوك المشين في عالم يدعي الديمقراطية و احترام حقوق الانسان في حين لا يطبق ذلك على شعب اعزل طالما ناضل وحيدا في وجه ترسانة صهيونية دمرت حياته و شتتت جمعه و تلاشة معها احلامه و نصبت على اثارها المستوطنات و جوع الاهالي و منعوا من زيارة مقدساتهم كل هذا و لا يزال العالم يغط في نوم عميق بل لنقل يغض الطرف متعمدا عن هذه القضية العادلة للشعب الفلسطيني الاعزل الذي زادته مفاوضات السلام الخائنة و التي يقف ورائها خونة معاناة على معاناته…

و ها نحن اليوم امام نوع اخر من الاظطهاد المسلط على هذا الشعب الضحية هاهي الايام تمر على الاسرى الفلسطينيين وراء القضبان و البالغ عددهم اكثر من 4.8 الف اسير و قد اضرب اكثر من ثلثهم عن الطعام لمدة 17 يوما احتجاجا منهم على سوء الظروف التي يمرون بها اضافة الى ان اغلبهم ان لم نقل جلهم سجنوا دون محاكمة او اثر محاكمة جائرة…اما نداءاتهم فلا تصل الا لذويهم او افراد امتهم اصحاب الضمائر الحية و ان كانو قلة اما اصحاب القرار فهم لا يسمعون و لا يبصرون و لا يحركون ساكنا كانهم اموات …قبرت بداخلهم الانسانية و فقدوا معها المسؤولية و صار كل شئ لديهم بمقابل حتى قضايا الامة و مقدساتها و ثرواتها يتاجرون بها اصبحوا اسرى مصالح و ثروات يجمعونها و لا يبالون بقضايا الامة حتى و لو ارتبط الامر بحياة اسرى تفقد يوما بعد يوم اغلبهم في عمر الزهور اختاروا ان يعولوا على عزيمتهم و قوة صبرهم على الاذى و الجوع ليسمعوا اصواتهم ما دامت الاعين و القلوب لا تراهم فلعل الاذان تسمع اناتهم و هذا ربما الامل الاخير لدى اغلبهم ممن امضوا سنوات طويلة بعد محاكمات عليلة…

فحتى و ان انتهى اظراب الجوع الذي نفذه الاسرى الفلسطينيين فان معاناتهم و معاناة اهاليهم لم و لن تنتهي ابدا و لا بد من ايجاد حل جذري يقطع نهائيا مع هذا المشكل الذي يمثل وصمة عار في جبين امة المليار و نصف المليار…