ايران و تفاعلها مع الثورات العربية

     

أحرق البوعزيزي نفسه فانتفض شعبه ففر الحاكم الظالم ,هكذا تسارعت الأحداث و تضاربت الأهداف و المصالح ,تغيرت المعطيات فسطرت المخططات الجديدة في المنطقة و اتضحت جيدا مع امتداد شرارة الثورة الى مصر ذات الثقل الأستراتيجي في المنطقة.

في حين دقت الأنظمة العربية ناقوس الخطر لمجابهة هذا الطوفان الثوري خرجت ايران لتباركه دون أن تترك الفرصة تمر لتعتبره مستنبطا من الثورة الايرانية الاسلامية و جاء ذلك على لسان قائد الثورة الامام “الخامنئي” الذي قاد الثورة الايرانية سنة 1979 و أسقط نظام الشاه ليحل محله نظام مع مرور الوقت كثرت أطماعه في المنطقة,وفق مصالح أساسها الأول المقدسات الدنية تهدف الى نشر التشيع والوقوف الى جانب الشيعة أينما كانوا و كسب ولائهم لايران .

مع بداية التسعينات كشفت ايران عن نفسها و تقدمت بقوة نحو المنطقة و زحفت على كل الميادين اقتصاديا و ثقافيا و حتى عسكريا حيث فشل “صدام حسين ” ابان حرب الخليج الأولى على كبح جماح هذا النظام ,الذي التجأ الى الكويت و بدأ في تنفيذ مخططاته في المنطقة .أما اليوم لم تقف ايران موقف المتفرج أمام الثورات العربية بل سعت الى تأجيج نيرانها حيث وقفت على أعلى مستوى مع الانتفاضة الشعبية في البحرين و التي قامت على أساس مذهبي شيعي رفعت أثناءها أعلام ايران و حزب الله في المظاهرات و الاعتصامات .

ايران أعربت عن تأييدها الكامل لتلك الانتفاضة و نددت بتعامل الحكومة البحرنية و السعودية معها .من جهتها أعتبرت السعودية الثورات العربية باستثناء ما حصل في البحرين ,سلاحها الجديد ضد ايران مسغلة الأوضاع البحرينية أنذاك من جانبين الأول يكمن في ضمان تأييد الشعب السعودي الذي مل شطحات ايران في المنطقة  وبالتالي تجنب وصول المد الثوري  الى داخل  السعودية  أما الجانب الأخر يكمن في سعيها جاهدة الى افشال كل المخططات الايرانية في المنطقة ,فقامت بارسال الألاف من رجال الأمن ضمن ما يعرف “درع الجزيرة العربية ” الى البحرين لاجهاض المخطط الايراني الذي كان يرنو الى اسقاط نظام الحكم السني و استبداله بأخر شيعي يخدم مصالح ايران , هذه الأخيرة نددت بالتدخل السعودي و اعتبرته تدخلا في الشأن الداخلي للبحرين خصوصا وأنها تعتبر العرب الشيعة رعايا لها و ينبغي عليها حمايتهم .

من جانب آخر مع اندلاع الثورة السورية لاحظنا تغيرا في الموقف الايراني من الثورات العربية وهي التي أشادت بالثورات التونسية و المصرية و الليبية , لنجدها اليوم و ان لم تقلها علنا تقف الى جانب النظام السوري ضد شعبه و تعتبر ما يحصل مؤامرة أمريكية اسرائيلية تستهدف سورية ,فهي تأمل في فشل الثورة الشعبية هناك فاذا ما سقط نظام الأسد تفقد حليف استراتيجي لطالما كانت علاقاتها بايران و حزب الله جيدة فهذا الثلاثي يكون محورا لئن كان ظاهريا معاديا لاسرائيل فأنه باطنيا يعمل وفق أجندة  ايرانية تسعى الى تأييد الشعوب المسلمة لتنفذ مخططاتها و من جهتهم الفلسطينيين اليوم باتوا على يقين بأن هذا المحور بقيادة ايران استغل قضيتهم أكثر مما دعمها كيف لا و نظام الأسد الأب اظطهد الفلسطينيين في سورية و قتل الألاف منهم ليواصل الأسد الابن نفس توجه أبيه و يقتل منهم الألاف في اللاذقية لوحدها , كيف لا و عناصر من حزب الله و الحرس الثوري الايراني تشارك في ارتكاب المجازر في سورية وفق ما أكده بعض شهود عيان .فايران تتعامل وفق مصالحها مع كل ثورة عربية .

ايران تعلم جيدا أن بسقوط النظام السوري تفقد أهم أوراقها الرابحة في المنطقة لا سيما و أن السعودية باتت يقظة و على أتم الاستعداد في حربها الباردة معها لذلك تحاول التغيير في أسلوبها هذه الأيام بارسال بعثات ديبلوماسية الى البلدان العربية التي شهدت ثورات كتونس و مصر ,بعثات ثقافية في ظاهرها ولكنها في الواقع محاولات لايجاد أرضية تساعد على نشر أفكار و مبادئ المذهب الشيعي لكن مع وصول الاسلاميين الجدد الى السلطة سيكون الأمر عسيرا و بالتالي كل هذه المعطيات ستحول دون أن تفوح رائحة الربيع في ايران التي تأمل أن لا

 يتحول الى شتاء قارص يقضي على أحلامها في المنطقة .