فلسطين بين مفترق الطرق؟ و حماس لا تثق. لقاء مع خليل ابو مصعب

فلسطين بين مفترق الطرق؟ و حماس لا تثق.

لقاء مع خليل ابو مصعب

منذ ما يقارب الشهرين تتابعت اخبار عن إمكانية صدور قرار من الامم المتحدة بالإعتراف بدولة فسطين، و اختير 20 من سبتمبر كموعد للتصويت. و قد شهد العالم إعترفات متتالية مشيرة بذلك لأحقية السيادة لدولة فلسطين.
و كان جليا تذبذب وانقسام أوروبا بين مؤيد و متحفظ و متذبذب، بينما يؤيد أردوغان تأيده المطلق لفلسطين و للفلسطنين أما كندا فقد أعلنت بصريح العبارة إعتراضها على قيام هذه الدولة عن طريق رئيس وزارءها ستيفان هاربر مصرحا “لا يمكن لبادرة غير متفق عنها أن تنجح أو أن تحقق السلام في الشرق الأوسط”.
من جهة أخرى ترددت أخبار متضاربه عن الولايات المتحدة حيث أن أوباما صرح بأن بلده سوف يفوض حق النقد، الشئ الذي أثار إستغراب الصين، ثم تراجع مشيرا لحق الفلسطينيين في دولتهم على حدود 67، مثيرا بذلك شطط و حفيظة اللوبي الصهيوبي و بالتالي إنحازوا مع الجمهوريون.

ــ كيف تعيشون هذا الحدث في غزة و أنتم تنتظرون التصويت؟
الجيوسياسية تتحدث مع أحد مقاتلي حماس خليل ابو مصعب و قد إستجوبته صحيفتنا سابقا و قد تميز هذا الأخير بتشبثه بأرضه بقدر تشبثه ببندقيته.
ــ يقول : “وكيف تعتقد أن يكون عيشنا؟ بينما أنا أحدثكم إنقطع الكهرباء على نصف غزة، ذلك لأننا لا نحظى بالخدمات الكهربائية إلا لساعات محدودة” .
ــ إذا الحالة إجمالا تعتبر سيئة عندكم؟
ــ بالنسبة لنا أهل القطاع لم يتغير شئ، لم يعد هناك نقص في الأدوية بل إنعدمت تماما. أما عن أمراض العضال فحدث ولا حرج، و كأن العالم يساهم في قتل هؤلاء بعدم توفير الدواء اللازم.
80 % من شباب عزة عاطل عن العمل بعد إستحالة إدخال و توفير المواد الأولية للصناعة بعد إغلاق المعامل، الشئ الذي حكم على المصانع بالإفلاس أو الإغلاق. على سبيل المثال من بين عائلتي لي 4 إخوت لايزالون طلاب جامعات مع أن والداي لا عمل ولا دخل لهم، فالكل مهدد بالإنقطاع عن الدراسة … نحن نعيش على وبما نجد وخاصة و بالذات ما تقدمه لنا الجمعيات الخيرية من إعانات، و لاسيما قرابة 70% من سكان القطاع لا مصدر لهم للعيش إلا تلقي الإعانات.
ــ كثر الحديث عن أسطور الحرية فهل تعلمون شيأ؟
ــ إلى حد يومنا هذا لم تتمكن أي سفينة من الوصول إلى غزة، إسرائيل توقف كل من إتجه إلينا و بشتى الطرق حتى و إن كلف الأمر قتل الأبرياء. نعلم أن السفن توقفت في مناء اليونان بعد أن نجحت إسرائيل في خلق مناخ من التأيد السياسي.
ــ و لكن إذا نجح أبي مازن في الحصول على إعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطين ألا ترى في ذلك حلا لمشكلة غزة؟
ــ إن أهل غزة لايرفظون مبادرة أبو مازن فحسب بل يرفظون أبو مازن في حد ذاته و يعتبرونه فاقدا للشرعية كما يعتبرون كل هذا مسرحية هزلية.
ــ هل لمعاهدات السلام أية قيمة عند حماس؟
ــ إعلم سيدي إن كان هناك مستفيد من المفاوظات فهي إسرائيل ولعلمك أن الإستيطان لا يدخل حيز التطبيق إلا مع المفاوظات، إذا اذ عدنا إلى المفاوظات فستكون النهاية.
ــ ولكن إذا تم الإعتراف بدولتكم على حدود 67 ؟
ــ لقد أصبنا بالإحباط من جراء ظلم المجتمع الدولي ولا نسعى إلا لفك هذا الحصار و تحقيق العيش الكريم لأهل القطاع.
ــ في حال الإعتراف بالدولة الفلسطينية كيف ستتعاملون مع الجارة إسرائيل ؟
ــ مقاومتنا لن تتوقف على أية حال لأن إسرائيل إستباحت أرظنا و عرضنا و ديارنا.
ــ هل تريد أن تقول شيئا للناس في أوروبا ؟
ــ في الحقيقة أنا أدعوهم للنظر بعمق و تدبر في القضية وأقول لهم لو أن حارسا من حراس حدائق الحيونات تقدم بشكوى على أن الحديقة بلا ماء ولا كهرباء لقامت الدنيا ولم تقعد أما إذا تعلق الأمر بغزة فالأمر يختلف، و لا حول ولا قوة إلا بالله.

إنريكو أولياري ــ صابر اليعقوبي