“قلوبهم معنا و قنابلهم علينا “

تقرير “غازي الدالي” “وفاء بلغيث “”رفيق الفورتي”

سقط “زين العابدين ” ثم “حسني مبارك” و لحق بهم ملك ملوك افريقيا “معمر القذافي” و لكن السؤال المطروح هو هل سيعتبر بقايا الطغاة مما حدث أم أنهم مستعدون للقتال حتى النهاية كمن سبقهم و بالتالي يتحدوا ارادة الشعوب ؟

نزيف الدم مازال مستمر في كل من سورية و اليمن و لا نعرف له نهاية و لكن لابد لكل بداية نهاية كما كان الحال في ليبيا بالأمس .

“بشار الاسد” لم يعترف حتى بوجود ثورة شعبية و رغبة في تنحيته عن الحكم بل اعتبر كل تلك المظاهرات و الاضرابات التي تنادي باسقاط نظامه  , عصابات ارهابية تسعى الى زعزعة أمن البلاد و ترويع الأهالي فقابل انتفاضة شعب يتوق للحرية بوابل من الرصاص  مستخدما الجيش السوري ضد شعبه دفاعا عن عرشه المزعوم راسما لنفسه صورة “الملك المتأله” الذي ظهر في العصور الوسطى.

اليمن بدوره مازال يتخبط في دوامة عنف شديد حيث شلت فيه الحركة تماما منذ أشهر و اليوم و خصوصا بعد قرار مجلس الأمن بضرورة تنحي “علي عبد الله صالح” عن الحكم تشبث هذا الأخير بكرسي الرئاسة متلكئا في تنفيذ مطلب وحيد نادت به كل الشعوب التي عانت الطغيان “ارحل”.

فرغم كل الدماء التي أريقت في عديد الدول العربية الا أن البعض لم يتعظ مواصلا رمي شعبه بالقنابل لان أعينهم لا تبصر سوى العرش و الملوكية الموروثة أو المستحوذ عليها عن طريق انقلابات و تزوير  للأنتخابات . الشعب رد و قال كلمته و قرر زعزعة عرش كل من استبد فظلم و طغى و أكثر في البلاد فسادا مظهرا حبا كاذبا و عواطف مخادعة الغاية من ورائها احكام القبضة و كسب الولاء المزيف متناسيا أن الظلم و الفساد لابد لهم من نهاية لأن الألوهية الزائفة و الوجود النباتي هما وهم زائف و زائل .

فالشعوب العربية اليوم أفاقت من سبات عميق و أدركت جيدا أنها سلمت أمانة الى أناس لم يحسنوا الحفاظ عليها وانما استغلوها لتحقيق مصالحهم الخاصة و أجبروا الأغلبية على أن ترافق أو تنافق أو تغادر ,لذلك لا نتفاجئ اليوم بأعداد المعارضين الذين ينشطون في الغرب .

هذا الأخير (الغرب) يتحفنا اليوم بخطاباته المساندة للشعوب الثائرة و المنددة بالأنظمة المتهاوية في حين أنه و حسب منظمة العفو الدولية لم يتأخر في نجدة الحكام العرب بالأسلحة لتقمع بها شعوبها و أبرز مثال ان وزيرة الخارجية الفرنسية المقالة “ميشال اليو ماري” التي اقترحت مساعدة “بوليس بن علي” في قمع المظاهرات بأدوات القمع (الغاز المسيل للدموع و قنابل المولوتوف …).كما كشفت بعض التقارير السرية عن مساعدة روسيا كلا من القذافي  و بشار الأسد بشتى أنواع الأسلحة و استخدامها ضد المتظاهرين .

متى ستنتهي هذه المهزلة و نسترد ما نهب منا سواء ا كان مادي أو معنوي ,فنحن شعوب باكملها محظوظة لتاريخ يتحدث عن نفسه باع الطغاة أقدارنا للغزاة و لكن هاهي رياح التغيير قد هبت و كشفت عن حجم المؤامرة التي حبك خيوطها الغرب و نفذها العملاء العرب .