لقاء بين ترامب ونتنياهو في واشطنن.هل تمر صفقة القرن؟

محمد بن عبد الله

يترقب العالم على أحر من الجمر مخرجات اللقاء الذي انطلق اليوم في واشنطن بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل إعلان الأول عما يسمى خطة السلام في الشرق الأوسط أو ما يعرف بصفقة القرن التي يعتبرها الإسرائيليون تاريخية بينما اعتبرها الفلسطينيون خطة ميتة قبل أن تولد.

ويسعى ترامب منذ وصوله إلى السلطة وتوليه منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكي في 20 يناير 2017 إلى إنهاء الملف الفلسطيني وهو ما عجز عنه كل الرؤساء السابقين حسب قوله.

وستستمر هذه الزيارة مدة يومين حيث سيجتمع فيها ترامب بنتنياهو في البيت الأبيض ثم سيلتقي بعدها بزعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس تحالف أزرق أبيض بيني غانتس بعيدا عن أعين الصحافة وفق البرنامج الذي نشرته الصحافة الأمريكية.

ويستبشر الإسرائيليون بخطة الرئيس الأمريكي المرتقبة باعتباره أفضل صديق حصلت عليه إسرائيل حتى الآن كما صرح بذلك نتنياهو بينما يرفض الفلسطينيون مسبقا أي خطوة مرتقبة من ترامب معتبرين خطته ميتة أصلا.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني محمود في بيان صادر اليوم “نؤكد مرة أخرى رفضنا القاطع للقرارات الأمريكية التي جرى إعلانها حول القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل إلى جانب جملة القرارات الامريكية المخالفة للقانون الدولي“ وقال أبو ردينة أيضا في نفس البيان “نجدد التأكيد على موقفنا الثابت الداعي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على أرض1967   وعاصمتها القدس الشرقية“.

وقال صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “خطواتنا للرد على إعلان صفقة القرن تتمثل بإعلان تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير وأبرزها إعلان انتهاء المرحلة الانتقالية” في إشارة للانسحاب من اتفاقية أوسلو التي تنص على جملة من الاتفاقات بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي.

ونصت اتفاقات أوسلو الثانية الموقعة في سبتمبر 1995 على فترة انتقالية تدوم خمس سنوات يتم فيها التفاوض على قضايا اللاجئين والقدس والاستيطان والمسائل الأمنية وغيرها من القضايا وتم تجديد الاتفاقات تلقائيا بعد انتهائها في 1999 وأضاف عريقات إن “إعلان الخطة سيخلق واقعا جديدا ويحوّل الاحتلال من احتلال مؤقت إلى دائم“.

وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني أن” السلطة ستصبح خلف ظهورنا في حال أعلنت إدارة ترامب عن صفقة القرن” في تصريح تصعيدي آخر من أحد زعماء منظمة التحرير الفلسطينية لم تعهده الأخيرة منذ أيام زعيمها ياسر عرفات.

من جهتها عبرت حركة حماس عن موفقها على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية الذي قال أن هذه الصفقة لن تمر وأنها ستقود الفلسطينيين إلى مرحلة جديدة من نضالهم.

كما دعت جميع الفصائل الفلسطينية عبر ندوة صحفية عقدتها قبيل ساعات لاعتبار يوم غدٍ الثلاثاء والأربعاء، أيام غضب في جميع الساحات، مطالبةً جماهير الشعب الفلسطيني للخروج إلى الشوارع والميادين في مسيرات حاشدة.

 وصرح القيادي في حركة فتح عماد الأغا في كلمة ممثلة عن الفصائل، “إن صفقة ترامب هي حلقة من حلقات التآمر الأمريكية على شعبنا وقضيتنا، وهناك إجماع فلسطيني رافض لهذه الصفقة، وإصرار على مواجهتها بكل الأشكال حتى إسقاطها”.

واعتبر مراقبون أن هذه الصفقة كتبت خصيصا كي يرفضها الفلسطينيون وماهي إلا محاولة لإنهاء المساعي السلمية للقضية الفلسطينية وأن توقيت الإعلان عنها المتزامن مع محاكمة الرئيس ترامب ومحاولة عزله يفسر الدراما التي تدور ر حول السياسة الإسرائيلية والأمريكية أكثر من أي شيء آخر على حد وصف جريدة هآرتس صباح اليوم والتي قالت” إنه وبعد ثلاث سنوات من تولي ترامب الرئاسة فإنه من الواضح أن السلام الإسرائيلي الفلسطيني هو آخر شيء سيخرج من صفقة القرن”.