ليبيا المنعطف الخطير

صابر اليعقوبي

انتهى العقيد او كما كان يحلو له تلقبب نفسه بملك ملوك افريقيا او عميد القادة العرب و ايضا رسول الصحراء . قتل كابشع ما يكون في مسقط راسه مدينة سرت على ايدي الثوار لتطوى بذلك صفحة في غاية من الدموية من تاريخ ليبيا كان و لا يزال مهر الحرية فيها باهض الثمن و السؤال الذي يطرح نفسه اليوم سواء من الداخل اومن الخارج يتمحور حول امكانية تجاوز هذه المرحلة الحساسة من تاريخ ليبيا نحو الديمقراطية و الحرية .
امتزجت هذه الايام مشاعر الفرحة و الا رتياح لمقتل القذافي بمشاعر الخوف و الارتباك و الرهبة من المجهول لا سيما و ان عديد
 الاطراف نبهت لخطورة الوضع الراهن ولها في ذلك الحق .فاذا ما دققنا النظر في المشهد الليبي وجدناه ملئ بالمخاطر التي تحدق به من كل صوب فطبيعة المجتمع الليبي القائم بالاساس على اسس قبلية و عشائرية  قد تنفجر في اية لحظة خصوصا اذا ما نجح المنافقون في تاجيج نار الفتنة القبلية بتحريض  بعض العناصر من قبيلة القذاذفة التي ينتمي اليها العقيد المقتول الى الثار لمقتله ليحدث ما لا يحمد عقباه الاو هي الحرب الاهلية المدمرة .اضافة الى النظام القبلي الذي يخيف البعض هناك من لم يتوقف منذ ان انطلقت الثورة الليبية على التحذير من القاعدة و التي حسب راييه لن تجد خيرا من هذه الفرصة لتضاعف من نشاطها داخل ليبيا فانشغال الليبيين بمقتل القذافي و مطاردة ابنائه و معاونيه و انشغال الغرب متمثلا في حلف الناتو الذي اعلن عن نهاية حملته العسكرية نهاية الشهر الجاري في التحظير لعقود اعادة الاعمار و عقو د شراء النفط و الغاز قد تستغله القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لتتغلغل داخل المجتمع الليبي مستفيدة من دعم خارجي من دول الجوار و مستغلة في ذلك التجاذبات السياسية بين العلمانيين و الاسلاميين و التي ظهرت مع تكوين المجلس الانتقالي الليبي . هذا الاخير و الذي سيمثل مستقبلا نواة نظام الحكم يدرك جيدا صعوبة و خطورة الوضع لذلك ستتجه اليه الانظار بعد اعلانه على التحرير النهائي لكامل التراب الليبي فمهمته القادمة هي قيادة السفينة الى بر الامان و ان لم ينجح في ذلك سيسحب منه الليبيون الثقة لتحل بذلك الفوضى و الانفلات الامني الذي و ان حصل ستكون عواقبه وخيمة خصوصا و ان غالبية الشعب تمتلك السلاح ليسود بذلك قانون الغاب و تفقد الثورة اهدافهاو معانيها التي جاءت من اجلها .
اذن فالمخاطر و التحديات عديدة و متنوعة لا يقتصر تهديدها على الامن الوطني الليبي و انما تتعداها لتهدد دول الجوار كتونس و مصر اللتان لا يزال الوضع الا مني فيهما هشا بعد الثورات الشعبية  .
قطار الديمقراطية و الحرية في ليبيا اذا على مشارف منعطف خطيرواخير قد يحمل خلفه الكارثة او النجاة و الوصول بامان اذا ما اتسم قادته بالحنكة و الدهاء و الرصانة فعلى الشعب الليبي ان يثبت للعالم باسره انه يستحق العيش في حرية لا في همجية و لا يكون ذلك الا ببناء دولة مدنية عصرية اسسها الديمقراطية و الحرية و احترام حقوق الانسان