و النتائج النهائية الثلاثاء
تحرير ” وفاء بلغيث” ” غازي الدالي” ” رفيق الفورتي “.
انتفاضة فثورة شعبية فصحوة عربية ,فانتخابات تأسيسية ,لعلك ايقنت باننا نتحدث عن تونس الثورة ,فالتأسيس أول سطر في حكاية الربيع العربي .
انها حكاية شعب أراد الحياة فاستجاب له القدر كما تغنى بذلك شاعره الشابي ,فتبعت خطاه الشعوب المضطهدة التي عانت مرارة و ويلات الظلم جراء انظمة مستبدة حولت نظام الدولة الى مؤسسة بوليسية قمعت كل الحريات .
23 أكتوبر 2011 هو يوم تاريخي و غير عادي انه موعد مع ثورة درجة الوعي السياسي التونسي فهو موعد يعتبر سقفا للوعي العربي و لا يمكن المرور عليه مرور الكرام .لذلك توافد التونسيون بأعداد فاقت كل التوقعات على مراكز الاقتراع في كامل جهات البلاد ,من مختلف الشرائح الاجتماعية و الفئات العمرية يحدوهم الامل في ان تكون لحظة الاقتراع الحر لحظة الاقلاع بطائرة الديمقراطية مضفين بذلك على سير العملية الانتخابية اجواء كبيرة و رائعة امنتها مجهودات امنية و تنظيمية على أعلى مستوى بشهادة عديد الملاحظين الوطنيين و الدوليين .
العالم ايظا لم ينسى هذا الموعد الانتخابي الهام فالرئيس الامريكي “أوباما ” لم ينسى ان يهنئ التونسيين و الذين حسب رأيه غيروا مجرى التاريخ” . فالناخب التونسي لا يريد ان يغير التاريخ تغير رمزيا لانه بهذا يشوه التاريخ و يقضي على المستقبل بل يريد تغيره تغييرا جذريا حتى تبنى الديمقراطية على أسس و قواعد مظبوطة تكون مثال لكل الشعوب الباحثة عن الحرية مفندا بذلك المقولة الغربية التي زعمت ان الشعوب العربية لا تستحق الديمقراطية.
يقول الرئيس الفرنسي السابق ” جاك شيراك” بان”رجل السياسة لا يقول ما يفكر فيه” اما الناخب التونسي فقد قال اخر ما فكر فيه لانه قرر ثم اختار ,اختار من اجل ان تحيا تونس لانه يوجد ” على هذه الارض ما يستحق الحياة ” قالها “محمود درويش ” سابقا و استحقاق الانتخابات اليوم يجعلنا نستحضرها .
و بالعودة الى تفاصيل هذا اليوم (23 اكتوبر 2011 ) الذي عاشه التونسيون فمع بزوغ شمس الاحد ,غادر المواطنين منازلهم و توجهوا نحو مكاتب الاقتراع ليدلوا باصواتهم في انتخابات لا يعرفون نتائجها مسبقا كما كان الحال في عهد “بن علي” .
كانت الطوابير طويلة لكنهم انتظروا ساعات تحت اشعة الشمس ليمارسوا حقهم بكل حرية ليختاروا ممثليهم في المجلس التأسيسي ,تفرقهم الميولات السياسية و الشعارات و الرموز الحزبية و لكن يجمعهم حب تونس و روحهم الوطنية فيكفيهم فخرا الاحساس بالانتماء لهذا الوطن و المشاركة في بناء مستقبله ,فالتجربة في حد ذاتها تعتبر انجاز رغم الضبابية و الغموض نتيجة كثرة القوائم المشاركة و تشابه برامجها الانتخابية .
رغم بعض التجاوزات و الخروقات التي تم رصدها في بعض الدوائر الانتخابية الا ان التونسيين تباهوا بوطنهم و بثورتهم و بأصابعهم الزرقاء رمز مشاركتهم في هذا العرس الانتخابي .
فهي أجواء الفرحة و الابتهاج و التشويق التي رافقت سير العملية الانتخابية بكامل جهات الجمهورية فبعيدا عن الحسابات و الصراعات الحزبية لرجال السياسة التي اضفت أجواء من التوتر لدى المترشحين خصوصا المستقلين منهم حديثي العهد بالسياسة, تمتع المواطن التونسي بممارسة واجبه و حقه الانتخابي بدون اي قيد و لا شرط مدليا بصوته بكل عفوية لقائمة معينة يرى فيها كل المميزات و الايجابيات التي تجعلها قادرة على تحقيق أهدافه و ضمان كرامته و حريته و هو ما جعل نسبة التصويت تفوق 90 بالمائة حسب ما أعلنته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات .
و بذلك يمكن اعتبار هذه الانتخابات الفاصل بين مرحلتين من تاريخ تونس ان كانت الاولى مرحلة للديكتاتورية ر الاستفراد بالحكم فان التونسيون ياملون ان تكون الثانية مبنية على أسس قوية من الديمقراطية و الحرية .