الأرض و الأسير

 عيسى هدمي

أحياءا لذكرى يوم الأرض الفلسطيني الموافق ل30/03/1976 حين قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في الجليل. على اثر هذا المخطّط قرّرت الجماهير العربيّة بالدّاخل الفلسطينيّ بإعلان الإضراب الشّامل متحدّية ولأوّل مرّة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السّلطات الإسرائيليّة، وكان الرّدّ الإسرائيليّ عسكريا شديدا، إذ دخلت قوّات معزّزة من الجيش الإسرائيليّ مدعومة بالدّبّابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينيّة(عرابة) وأعادت احتلالها موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيّين العزل.

نظمت سفارة دولة فلسطين في الجمهورية التونسية حفلا بالمسرح البلدي في العاصمة التونسية بالتعاون مع وزارة الثقافة التونسية إحياءا لذكرى يومي الأرض و الأسير، و كان ذلك يوم 12/04/2012 على الساعة السابعة مساء ا و دام الحفل ثلاث ساعات.

مع بداية الحفل أحيى الحضور النشيد الوطني الرسمي لفلسطين و تونس، بعدها تم الترحيب بالحضور و على رأسهم وزير الثقافة التونسي  السيد مهدي مبروك , و ممثل منظمة التحرير الفلسطينية و عضو اللجنة المركزية للشؤون الخارجية لحركة فتح السيد عباس زكي و مفتي الديار المقدسة الفلسطينية الشيخ محمد حسين ووزير الأسرى الفلسطيني السيد عيسى قراقع و سفير دولة فلسطين لدى تونس السيد سلمان الهرفي، و تم الترحيب كذلك بسفراء بعض الدول الحاضرة لدى تونس.

و بمناسبة هذا الحفل ألقى  وزير الثقافة التونسي بكلمة حيّى فيها روح الشهيد عمران المكني الذي قام بعملية فدائّية في التراب الفلسطيني، كما حيّى روح الشهداء في تونس و فلسطين معا مشيرا أن أرواح التونسيين كانت و لا تزال فداءا لفلسطين، و تعهّد بتعاون وزارة الثّقافة التونسيّة مع وزارة الثقافة الفلسطينية معا.

كما رحب السيد عباس زكي بكافة الحضور و ترحم على أرواح الشهداء في البلدين و شكر الشعب التونسي الذي طالما خدم القضية الفلسطينية من قريب و من بعيد، كما تكلم عن السلام في الشرق الأوسط.

وضمن البرامج التي قدمت في الحفل عرضت فرقة الطلبة الفلسطينيين في تونس للفولكلور الفلسطيني(الدبكة الفلسطينية)، و بعده تكلم السيد سلمان الهرفي سفير دولة فلسطين لدى تونس شاكرا الحاضرين معبرا عن أمله في تحرير فلسطين ٱملا من الجميع الٱستمرار في النضال لأجل القضية الفلسطينية.

وقد ألقى بعض الشباب الفلسطينيين شعرا عن الأسرى في سجون الٱحتلال و عن يوم الأرض، كما قام وزير الأسرى الفلسطيني بإلقاء كلمة معبرا بها عن أمله في الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب في الدولة العبرية.

وكان ضمن المشاركين في إحياء هذه الذكرى”فرقة عاشقات تونس” و قدموا أغاني الثورة الفلسطينية وسط جوّ ثوريّ مع هتافات جميع الحاضرين.

وقد قام بعض الطلبة الفلسطينيين ذوي المواهب الفنية بتقديم أغاني لأجل كامل تراب فلسطين و رفعت الأعلام الفلسطينية و التونسية في كامل أرجاء القاعة و غطى الإعلام التونسي الاحتفال.

و في نهاية الحفل غادر الجميع راجين من الله أن تكون فلسطين هي القضية العربية الأكثر اهتماما آملين من الله تحرير كامل تراب فلسطين.