حالة الفراغ الثوري: الأسباب و النتائج

تقرير : بسام بن ضو

لا شك أن الثورة التونسية كانت من العفوية بمكان مما جعلها تفاجئ النخب السياسية فلم تتمكن من طباعتها بطابع إيديولوجي أو حزبي أو تنسبها إحدى التيارات لنفسها و قد كان وقودها الطبقات المهمشة و المحرومة مع حالة من التململ و عدم الرضا في جميع أجهزة الدولة مما عجل بسقوط الديكتاتورية فرأينا التجمع الديكتاتوري يتهاوى بسرعة كقصر من ورق.. كما أن التراكمات النضالية و غياب العدالة بجميع مفاهيمها كانت مسامير تدق في نعشه ..فأتسمت هذه الثورة في مرحلة أولى  بالخوف و الترقب و سقف منخفض من المطالب كالكرامة و التشغيل ثم ارتفع سقفها إلى الحرية و المحاسبة و محاربة الفساد و المفسدين و قد كان دخول الأحزاب على الخط بحساباتها الضيقة مربكا لهذه الأهداف و المطالب و خاصة الأحزاب المفتقرة لتاريخ نضالي..فلا يمكن لأحد أن يتكلم بأسم الثورة و لا باسم الشعب كما تم إغراق البلاد بمشاكل جانبية و مختلفة لا تخدم إلا أعداء الثورة و آخرها طلب حل رابطات حماية الثورة. كلها عوامل خلفت نوع من حالة الفراغ الثوري المقصود الذي من نتائجه تردي على جميع المستويات و خاصة الإقتصادية و الأمنية منها مما سهل عودة من ساهم في إفساد الحياة السياسية و نهب ثروات البلاد ..لذلك وجب أن ينسب كل فتى لأبيه و أن تكون للشعب بسواده الأعظم الكلمة الفصل في أمهات الأمور فالثورة في القلوب و العقول و لا يمكن مصادرتها.