دوافع غزو العراق و افغانستان بين الحقيقة و البهتان

تقرير  بسام بن ضو  
 
رغم اختلاف اماكن الغزو و التباعد الجغرافي النسبي بين هذين البلدين الا ان الطريقة تبدو واحدة و من تاليف مخرج مسرحي واحد…و رغم ان هذا الموضوع يبدو غامضا الا ان الكثير من الامريكان لا يزالون في ريب من العديد من النقاط التي تحوم حوله و التي يشوبها الغموض و ربما تحريم النظر فيها و تغييبها اعلاميا و رغم كل هذه التضييقات يبقى كشف الحقائق حول الاشخاص الذين يقفون وراء غزو العراق و افغانستان و المصالح وراء ذلك شر لا بد منه…
فعندما تبرر امريكا غزوها للعراق بوجود اسلحة دمار شامل و تقنع الشعب الامريكي و العالم بصحة هذا المبرر و تركز عليه اعلاميا حتى تحصل على الدعم الشعبي اللازم الذي مكنها من الدخول في حرب مع العراق هذا البلد الذي انكر بشدة افتراءات امريكا و سمح عديد المرات للمفتشين الدوليين بالزيارة و التفتيش وجد نفسه امام الامر الواقع ليدخل في حرب اقل ما يقال فيها انها جائرة و غير متكافئة و لاغراض معينة دمر لاجلها بلد باكمله و شرد اهله و قتل زعيمه شر قتلة و اثيرة فيه النعرات الطائفية و دخل في زوبعة من الصعب الخروج منها بل من المستحيل…
فامتدت هذه الحرب الغاشمة 7 سنوات ذهب ضحيتها حسب وثائق نشرت عن موقع وكليكس 285 الف عراقي و جرح اكثر من 239 الف في حين بلغ عدد اللاجئين 4.7 مليون عراقي اضا فة الى هروب اكثر من 2 مليون نحو الدول المجاورة و هم الان حسب تصريحات الصليب الاحمر الدولي في حالة انسانية سيئة…كما ادى استعمال اسلحة محظورة الى انتشار الاوبئة و الامراض هذا علاوة على تجاوزات حقوق الانسان التي سجلت هناك و لعل ابرزها ما شهدناه في سجن ابو غريب كل هذا و العراقيين لم يستوعبوا اسباب هذا الغزو و هذا التنكيل فكلما تسائلوا عن الاسباب وجدو الترسانة الامريكية تكمم افواههم و الاعلام الامريكي و العالمي يدير انظاره عنهم و عن الحقيقة التي لا بد ان يسال عنها من تسبب في هذه المهزلة خاصة و هو يدعي انه من دولة ديمقراطية و تضم قضاء مستقل و هي تطمح في نشر المشروع الديمقراطي داخل هذه الدول التي لم تر من الديمقراطية سوى التعذيب و التنكيل و المغالطة و السجون…
و ربما لم يخطا المتسبب في هذه الحرب عندما دخل العراق بحجة امتلاكها اسلحة دمار شامل لانه يقصد بذلك النفط و الثروات الطبيعية تلك هي اسلحة الدمار الشامل و تلك هي سياسة امريكا اذا لم تجد مبررا للغزو فهي تخترع مبررا…
و ربما الامر نفسه الذي وقع قبل ذلك في افغانستان حيث شكك العديد من الخبراء في صحة الفيديوهات المصورة كما يشككون في جل نقاط هذه الرواية الامريكية التي من المحتمل ان تكون مفبركة لغايات معروفة لكن المحير في الامر هو هو غياب المساءلة و المحاسبة و انبطاح الشعب الامريكي الضحية و اخذه بالامور مسلمة رغم ان الاسئلة تطرح نفسها و تجبرك على ان تاخذ الامر على محمل الجد…فالغريب ان يقع استهداف ناطحات السحاب الامريكية دون ردع من القوة العالمية و العظمى و في غفلة منها كذلك سر نشوب هذه الحادثة يوم عطلة اليهود اضافة الى طريقة قتل زعيم القاعدة المحتمل اسامة بن لادن و طريقة دفنه…
فقد اجبرت امريكا الشعب الافغاني برمته على دفع ظريبة عمل لم تقترفه يداه فقتل و جرح الالاف و اجبر اكثر من 185 الف افغاني عاى اللجوء حسب بعثة الامم المتحدة.
كل هذه الامور وقعت في ظروف غامضة لا بد ان وراءها اسرار خططت لها ادارة بوش حيث لم يكن الامر محظ صدفة فمن كذب مرة يقدر على الكذب كل مرة و لنا في اكذوبة اسلحة الدمار الشامل خير دليل على الطموح الامريكي في تثبيت وجوده في المنطقة هذا الى جانب تشويه صورة الاسلام و المسلمين و تقديمهم على انهم ارهابيون دمويون اضافة الى الرغبة في السيطرة على الموارد الطبيعية و ذلك لضمان مكانة امريكا كقوة عظمى و لو كان ذلك على حساب الضعفاء و الفقراء الفاقدين للقمة العيش…