القوة العسكرية الصينية

تقرير :   بسام بن ضو

 منذ هجمات 11 من سبتمبر ومن ثم الحرب على افغانستان و العراق اصبحنا نرى ان عددا من الدول يحاول استغلال هذه المرحلة التاريخية في الحروب التي تشنها امريكا هنا و هناك من اجل زيادة نفوذه و فرض هيبته خاصة العسكرية ومن ابرز هذه الدول هي الصين   بلد 1300 مليون نسمة و التي تجند 0.25 بالمائة من سكانها اي ما يعادل 2.25 مليون جندي و من الممكن ان يصل العدد الى 3.25 مليون جندي اذا اضفنا تعداد القوات شبه العسكرية وقد وضعت دولة الصين استراتيجية لتطوير هذا الجيش و تجهيزه بأحدث القوات العسكرية ليكون جيش الكم و الكيف . فقد بلغت قيمة الانفاق العسكري السنوي حسب التقديرات الرسمية الصينية بين 30و35 مليار دولار.فيما يرى الينتاغون الامريكي ان الرقم الحقيقي يتراوح بين 70 و 105 مليار دولار و ايّا كان الرقم الصحيح فإن على الصين ان توفر جيشا قويا و متطورا مثلما ورد في صحيفة صينية مؤخرا قولها: “انه ينبغي على بيكين ان تطور قوة عسكرية تتناسب مع مكانتها العالمية و طالما ان المصالح الاقتصادية و الدبلوماسية الصينية تمتد عبر العالم فإن مثل هذا التفكير الإستراتيجي مطلوب..” و هو ما عملت الصين على تطبيقه خلال السنوات الأخيرة إذ تقوم التحديثات العسكرية للصين وفقا للكتاب الأبيض الصادر عن المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة الصيني بعنوان الدفاع الوطني الصيني على جملة من النقاط اهمها تقوية بناء الأسلحة البحرية و الجوية ووحدة المدفعية الثانية و تسريع عملية تطبيق المعلوماتية و تنفيذ البرنامج الإستراتيجي لتدريب الأفراد  ثم تكثيف التدريبات المشتركة و تركيز الاهتمام خاصة بتطوير قدراتها العسكرية الجوية و البحرية و ذلك بزيادة قدراتها الخاصة بالمراقبة و الرصد و الصواريخ المتطورة و انظمة الاسلحة الحديثة …و بالإضافة الى ذلك تسعى الصين الى تطوير صواريخها البالستية العابرة للقارات و الى إضافة تصاميم خاصة بها لغواصات و طائرات روسية الأصل و إلى أنظمة إطلاق صواريخ نووية من الغواصات من اي مكان في المحيط الهادئ…
كل هذه النقاط و المخططات التي ترسمها الصين لمستقبلها العسكري تثير تخوفات أمريكية كبيرة من قدرة الصين على استغلال فترة النزيف العسكري الأمريكي لتصبح قوة عسكرية رغم ما تواجهه من إشاعات و تحديات داخلية…
فهل هذه التخوفات الأمريكية محض فبركة لمصالح خاصة أم هي حقيقية نظرا لتدهور سيطرة الولايات المتحدة العالمية و صعود الصين كقوة إقتصادية و عسكرية…