تفاقم الوضع الإنساني للاجئين السوريين على الحدود الأردنية

بقلم غازي الدالي

فروا من المعارك الضارية و الإشتبكات العنيفة داخل بلدهم  بين جيش النظام و الجيش السوري الحر,لم يجدوا ملجأ إلا الحدود الأردنية وصلوها سيرا على الاقدام  بحثا عن الأمن و في حالة هلع من المجازر التي يرتكبها النظام  .ألاف اللاجئين السوريين قدرتهم  السلطات الأردنية بأكثرمن 180ألف كعدد إجمالي لكل من نزح داخل أراضيها  .البعض دخل المدن الأردنية و الأغلبية إنتهى بها المقام داخل مخيمات على الحدود  أهمها مخيم ”الزعتري” أين تعيش عائلات سورية في أوضاع صعبة و نقص حاد في المستلزمات الضرورية من طعام و ماء و معدات صحية .  لا أحد يمكنه أن يتنبأ بما تخفيه لهم الأيام القادمة من مفاجأت حتى السلطات الاردنية نفسها أعلنت أنها غير قادرة على إستقبال المزيد منهم و أكدت أن الأمر فاق  قدراتها و توقعاتها رغم ما تبذله من جهد منذ بداية الأزمة .بالامس طالب  رئيس وزرائها المجتمع الدولي بالتحرك السريع و تعزيز مجهودات بلده قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة و تعجز بلاده عن تقديم عمليات الإغاثة الضرورية ,عديد الدول تحركت كالسعودية و الصين  و  فرنسا التي أرسلت 80طن من المساعدات الطبية العاجلة.  لكن أمام تواصل المعارك و تدفق العشرات يوميا الى الأردن  قد تتدهور الاوضاع  أكثرداخل المخيمات وعلى المعابر الحدودية  و تكون بذلك عملية الفرار من سوريا إلى خارجها كإستبدال جحيم بجحيم أخر . هاجس أخرينضاف إلى معظلة إيواء النازحين و توفير كل المستلزمات ,هو الهاجس الأمني يخيف على حد السواء كل من  الأردن و اللاجئين و منظمات الإستغاثة  و يتمثل في قدرة  السلطات الأردنية  على حماية حدودها أولا و حماية اللاجئين السوريين المتواجدين داخل أراضيها ثانيا  من أي تجاوزات قد يرتكبها النظام كتلك التي إرتكبها منذ أشهر بالقرب من مخيم الكلس على الحدود التركية؟.و في حال عدم وصول الدعم الدولي و وصول أعداد جديدة من الفارين هل سيقدم الأردن على إعادتهم إلى بلادهم ؟أسئلة عديدة تطرح حول وضع إنساني يتفاقم يوما بعد يوم و سوريا تغرق في الدماء وتودع  أبناءها إما الى المقابر أو الى دول الجوار بمباركة عربية و غربية.