الهجرة تحرم المحرس فلذات أكبادها

تقرير: بسام بن ضو 

عُرفت المحرس بجمال موقعها و توازن مناخها و طيبة اهاليها فعندما تدخل المحرس تشد انتباهك الهندسة المعمارية الرائقة و المنشآت السياحية الممتدة على طول البحر و أهمها “كرنيش المحرس” الذي يستقطب اعداد هامة من السياح من مختلف انحاء العالم و خاصة خلال فترة انطلاق المهرجان الدولي للفنون التشكيلية الذي تحتضنه المدينة سنويا و يزيدها بدوره جمالا و نشاطا و لكن هذا الجمال يخفي في طياته حزنا دفينا يسكن قلوب الأهالي الذين يضطرون سنويا لتوديع عدد كبير من فلذات أكبادهم المتوجهين نحو اوروبا بطرق غير شرعية و قليلا ما تكون غير ذلك فيصبح بذلك موعد لقائهم مجهولا…و قد كان لهذا النزوح عميق الأثرعلى جل النشاطات تقريبا داخل المحرس و التي شهدت ركودا كبيرا خاصة خلال ثورة 14من جانفي حيث انطلقت خلالها رحلات غير شرعية نحو ايطاليا و هو ما يصطلح على تسميته “بالحرقة” هاجر خلالها ما يقارب 800 من شباب المنطقة حسب إحصائيات محلية لتندثر بعدها الفتوة السكانية بهذه المدينة الجميلة الحزينة…و ما تبقى بداخلها من شباب إنما تنطبق عليهم قولة”الجسد هنا و القلب في المهجر” و لسائل ان يسأل عن الاسباب المركزية لهذا النزوح فهي تعود بالاساس الى تزايد اعداد المعطلين عن العمل رغم ما تزخر به المدينة من مؤهلات يمكن استغلالها للتقليص من البطالة المستفحلة. لكن هذه المؤهلات لم تجد أيادي تصقلها سواءا من ابناء المنطقة ممن يعيشون في المهجر منذ وقت طويل و عددهم لا يستهان به الى جانب ثرواتهم التي تعطيهم القدرة على النهوض بهذه المدينة عبر بعث المشاريع مثلا كما لا ننسى غياب الدور الحكومي في التدخل للحد من الهجرة و خاصة الغير شرعية منها و التي اسهمت في شل الحركة تقريبا داخل المحرس الجريحة و التي أمست مدينة ترثي ابنائها …فكأنّنا بعازف الناي السحري قد مر من هنا