حركة النهضة لا تريد المحاسبة لأنها إنخرطت في خيار بناء السلطة

حاوره صابر اليعقوبي و غازي الدالي

حوار مع الاستاذ عبد الروؤف العيادي أمين عام حزب ”حركة وفاء” التونسي
هي التوجهات و الخيارات و القراءات المختلفة وحدها من أثرى المشهد السياسي في تونس ما بعد الثورة ,وهي نفسها من فرق بين فرقاء النظال بالامس مما وفر مناخ من اللخبطة و التجاذب السياسي تسلل بفضله أعداء الثورة و قادة الثورة المضادة و تنظموا في أحزاب و حركات بمخططات ”ملوثة” .في هذا الإطار طرحت بصفة جدية مسألتي المصالحة و المحاسبة و تباينت حولهما الأراء و التبريرات ففي الوقت الذي ترى فيها حركة النهضة و أحزاب أخرى أن القضاء على التوتر و الاحتقان السياسي و الإجتماعي رهين  توحيد الصفوف و توفير توافقات ,تتمسك أطراف أخرى بالمحاسبة و ضرورة فتح ملفات الفساد إستكمالا لأهداف الثورة تتقدهم ”حركة وفاء” ,حركة المناظليين و السياسيين المحنكين بقيادة  المناظل و القيادي البارز سابقا في حزب” المؤتمر من أجل الجمهورية “الاستاذ ”عبد الرؤوف العيادي” ,”الأخبار الجيوسياسية” إستغلت فرصة تواجده بمدينة سوسة و كان لها معه الحوار التالي :
 
أستاذ التحوير الوزاري نسمع جعجة و لا نرى طحينا  .تعليقك ؟

أرى أنه من الاجدر مراجعة أداء جميع المؤسسات بما فيها أداء المجلس التأسيسي و أداء الرئاسة .نتفق جميعا على سوء أداء الحكومة لكن يجب القيام بعملية إصلاح إجمالي  و ذلك بالانخراط في برنامج إصلاحي  يشمل قطاعات
مختلفة كالعدالة و الأمن و الإعلام و بالتالي ننخرط فعليا في عملية الإصلاح و نرسل رسائل قوية نطمئن بها الشعب .

هل أن هذا التحوير هو دليل على فشل الحكومة في مجالات مختلفة ؟

لسنا في حاجة الى تغيير أسماء بقدر ما نحن في حاجة الى تغيير سياسات

بصفتك رجل قانون ,هل أن مؤسسة القضاء في تونس تتجه نحو تحقيق الاستقلالية ؟

شخصيا أرى أنه يجب التأسيس لقضاء مستقل و ذلك بمراجعته مراجعة هيكلية والقيام بدراسة معمقة للبرامج التكوينية للقضاة و غرس مبدأ الاستقلالية منذ فترة التكوين لذلك لا يمكن بين عشية و ضحاها أن نتحصل على قضاء مستقل.
حركة وفاء إتخذت توجه نحو المحاسبة و المساءلة خلاف توجهات حركة النهضة حزب الاغلبية في السلطة الذي يميل

للمصالحة و يظهر عليه الحذر في فتح ملفات الفساد.بصفتك رجل سياسة هذه المرة ,ماهو تحليلك لتوجهات حركة النهضة؟

حركة النهضة بعد فوزها في الانتخابات انخرطت في عملية بناء سلطة و هو ما جعلها خاضعة لمنطق و مقتضيات معينة تجبرها على تقديم تنازلات لبعض الاطراف كرجال الاعمال الفاسدين تفاديا لصدامات و ضغوطات و تماشيا مع حسابات سياسية معينة .في المقابل طرحت المحاسبة كألية فعلية لإستكمال أهذاف الثورة و هو ما يتعارض تماما مع خيار بناء السلطة لحركة النهضة ,هذه السلطة قد تخسرها إن أقمحت نفسها في حسابات و صدامات و أيضا ضغوطات من الداخل أو الخارج و لنا في تدخل رجال أعمال من ألمانيا لفائدة رجل أعمال تونسي متورط في قضايا فساد أبرز مثال على ذلك .
في شأن أخر تناقلت مؤخرا وسائل إعلام تونسية و عربية تصريحات خطيرة لأحد قيادات تنظيم القاعدة في المغرب
الاسلامي, تونسي الجنسية ,تحدث فيها عقب اعتقاله على خلفية أحداث ”عين أميناس”  عن نية التنظيم تنفيذ هجمات

داخل التراب التونسي ,هل أن هذه التصريحات إن حصلت جادة ؟

شخصيا بدت لي هذه الاخبار مفتعلة تهدف الى جر تونس الى صدام  داخلي قد يفجر الاوضاع نحو حرب  أهلية سيما و أن البلاد بفضل مناخ الحرية الموجود  تشهد تواجد كبير لأبناء التيار السلفي .

حركة وفاء كانت قد طرحت سابقا مبادرة لحل سلمي للازمة السورية .كيف تتابعون هذه الازمة الان بعد فشل مبادرات عديدة ؟

صراحة كنا نامل في حل سلمي للمسالة السورية يتحقق معه مطالب الشعب السوري في الحرية و الكرامة و إيقاف الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد
للأسف ما نراه اليوم في شأن هذه المسألة انها تازمت و تعقدت نتيجة تدخل أطراف خارجية عديدة لكن يبقى المخرج الوحيد هو قبول الحلول السلمية و جلوس الفرقاء على طاولة حوار و تقديم تصوراتهم لسوريا جديدة يكرس فيها حق المواطنة و تضمن حقوق و واجبات جميع أفرادها

حركة وفاء رفعت قضية ضد إسرائيل و اتهمتها  بإغتيال القيادي الفلسطيني ”ابو اياد” على التراب التونسي ,ما الجديد في هذه القضية ؟

قريبا ستعقد ندوة صحفية سنسلط الضوء فيها على عديد الخفايا و الحقائق التي نجحنا في كشفها بعد أن وقع طمسها في عهد بن علي ,هذا الملف وقع معالجته طوال تلك الفترة بتعتيم و تظليل كبير بهدف قبر الحقيقة .