إستعمال الاسلحة الكيماوية في سوريا: الخط الاحمر لأمريكا؟

غازي الدالي

لا المجازر الجماعية الشبه يومية التي ترتكبها القوات النظامية و لا حجم الدمار الذي قضى و يقضي على سوريا و لا تدفق المقاتلين المساندين لكلا الطرفين ,يقلق القيادة الامريكية بقدر ما ترعبها الهواجس و الشكوك في إستعمال النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المقاتلين المعارضين.إستعمال هذه الاسلحة من عدمه أدى إلى تضارب التصريحات بين مؤكد لهذا الخطر المحدق و بين ناف لهذه الاخبار ,الا أن تدخل رئيس الولايات المتحدة نفسه ”باراك أوباما” و أنهى الجدال بعد أن تحدث عن عدم وجود أدلة ملموسة تؤكد إستعمال النظام السوري للسلاح الكيميائي في معاركه ضد مقاتلي المعارضة .الاهم في هذا الامر كله أنه لم يعد يخفى على أحد الخوف الذي ينتاب القيادة الامريكية كلما تعلق الامر بالاسلحة الكيماوية ما جعلها تلوح مرات عديدةبإمكانية التدخل العسكري . أمريكا تدرك جيدا أن  خروج هذه الاسلحة من مخازنها قد يسهل عمليةوقوعها تحت تصرف جماعات تصفها بالإرهابيةو في مقدمها ”جبهة النصرة المدرجة  ضمن لائحة اخطر التنظيمات الارهابية في العالم ,  و من ثمة قد تستعمل ضد مصالحها  في المنطقة و اقرب الاهداف من المؤكد ستكون الحليفة إسرائيل التي هي بدورها تحبس أنفاسها و تنشر قواتها على الحدود مع سوريا و لبنان و تقوم بمناورات عسكرية تحسبا لأي طارئ …قلق و رعب صحبه  تعود الجميع بما فيهم أمريكا على الاخبار و الصور المفزعة القادمة من الجحيم السوري و لايبدي أي طرف تحركا صادقا في وقف حمام الدم المستمر منذ سنتين ,لكن الجميع يشتغل من ناحية أخرى سواءا إستخباراتيا أو ديبلوماسيا و حتى عسكريا على ملف الاسلحة الكيماوية و الحيلولة دون إستخدامها أو وقوعها تحت سيطرة أي جماعات ”متطرفة” مهما كانت التكاليف حتى و إن أبيد شعب بأكمله المهم بالنسبة لهؤلاء أن يكون ذلك بإستخدام الاسلحة التقليدية لا الكيماوية  .