الحال على حاله حتى ألفه سكانه:سوريا

تحرير “وفاء بلغيث” “رفيق الفورتي” “غازي الدالي”

اضربات ومظاهرات ,قصف و رصاص , جرحى و قتلى و تشيع جنائز .هكذا باتت يوميات المواطن السوري في مختلف المدن السورية ,تائهة في دوامة دموية لا تتوقف يحركها نبض الشارع السوري المطالب بالحرية وبإسقاط نظام وحشي فاسد لا يمل و لا يكل في توجيه رصاصه الحي و قذائفه المدمرة نحو شعبه. النظام السوري غير مبالي بادنات و استنكارات منظمات حقوق الإنسان ,متجاهلا بذلك تحذيرات الدول المجاورة .و مما زاد الطين بلة هو انقسام المعارضة و فشلها في توحيد الصفوف و حشد الدعم الخارجي لمواجهة هذا النظام و عزله و إضعافه  على عكس لجان التنسيق للثورة التي تقوم بعمل جبار في جمع المتظاهرين و تنظيم الاضربات و نقل صورة حية للعالم لما يجري داخل سورية خصوصا مع التعتيم الإعلامي السوري المتواطئ مع النظام .

النظام السوري اختار لغة الرصاص و الدم ليتشبث بالحكم فقام بملأ الشوارع الرئيسة في المدن بالدبابات و الآليات العسكرية و تحولت عناصر جيشه لا الجيش السوري والقوى الأمنية و عصابات الشبيحة تزحف نحو الأحياء المنتفضة المطالبة بالحرية و الكرامة ,مروعة المدنيين في منازلهم ومنتهكة لحرمات الشرفاء و متصدية بكل وحشية للمتظاهرين بوابل من الرصاص و حتى الجرحى في المستشفيات و الطواقم الطبية لم تسلم من كيدهم . قمة الوحشية للنظام فلابد لكل البشرية أن تتبرأ منه و من أفعاله و ينبغي على أحرار العالم نجدة السوريين في أسرع وقت و وضع حد لهذا النظام المتغول و اللا مبالي بدماء الأبرياء و الأطفال .انه نظام خائن لم يحرك ساكنا لاسترجاع هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل التي لطالما اعتبرها عدوه الأول .

أما في ما يتعلق بالمواقف الدولية فهي لم تثني إلى حد الآن بشار الأسد وعصابته في ممارسة بطشهم على الشعب , فهذا الموقف العربي أصدائه ضعيفة لا تسمع حيث لازالت “جامعة الدول العربية ” تحاول مفاوضة النظام السوري و تعطيه مهلة تلو الأخرى .من جهة أخرى الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي لا يهتمان إلا بالأمور الاقتصادية و يسارعان كما تعودنا منهما في كل ثورة من هذه الثورات إلى تسليط العقوبات الاقتصادية و تجميد الأموال في البنوك ضد الأنظمة الفاسدة.في حين فشل “مجلس الأمن ” إلى حد الآن في إصدار أي قرار يد ين ما يحصل بسبب معارضة الصين و روسيا و تحفظهما من أي تدخل في سوريا.من جهتها تركيا لازالت تتعامل بحذر شديد مع الأوضاع في سوريا مبدية مخاوف من تفاقم الوضع مكتفية باستقبال اللاجئين على أراضيها .أما الأمم المتحدة فاقتصر موقفها على التنديد و توجيه الإنذارات لا يعيرها النظام السوري أي اهتمام مواصلا عملياته العسكرية على أرضه ضد شعبه  و يتحدث عن عصابات إجرامية و عناصر من الإخوان المسلمين تروع الأهالي مما يستدعي تدخل الجيش على حد قوله كما صرح “بشار الأسد في صحيفة “تيطرلف” البريطانية .

نفق مظلم هو الذي تعيشه سوريا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها سيثمر غدا مشرق من دون شك لذلك يدرك السوريون أن كل قطرة دم أراقها النظام هي بذرة كرامة  لن تذهب سدا لأن “فصل الحرية ” قد اقترب وستينع عن قريب .