(ثورة الأطفال (رجال الغد

حسن حمدان

لم يكن احد يفكر في سوريا بالقيام بثورة, و ذلك للسبب المعروف من قبل كل السوريون و هو إجرام النظام و معرفة الجميع بان النظام سوف يدمر البلد و يقتل الناس بدون هوادة, و كلنا كان يعلم أن النظام ليس لديه رحمة و انه جاهز دائما لقمع أي تجمع و الزج بهم في السجون لمجرد الشك, لذلك فإن الثورة لم تكن في تفكير احد إلا اللهم المتهورين من غير العقلاء, و لكن ماذا حصل إذن؟
إذا لم يكن الشعب مستعد للثورة بل لم يكن يريدها للأسباب الآنف ذكرها , فلماذا قامت إذن؟ 
الثورة لم يقم بها الرجال العقلاء و إنما بدأها أطفال صغار أرادوا تقليد ما يحصل في مصر و تونس, و كانت ردة فعل النظام على هذا الحدث عنيفا جدا و ذلك لخوفه من عدوى الثورات العربية و ظنا منه على عادته انه بوأدها في مهدها سوف يجنب نفسه احتمال الثورة و التي لم يفكر بها احد أصلا  حتى بعد هذه الحادثة, و كانت المطالبات كما يعرف الجميع تقتصر على أمور محلية كانت قابلة للحل و ببساطة لو كانت هناك عقل و حكمة في معالجتها .
إذن,, العقلاء لم يكونوا محركي الثورة
و النظام لم يستعمل العقل في معالجة المشكلة, بل زاد الطينة بلا,,
إذن,, هي ثورة الأطفال أولا
ثم ثورة البنات و الشباب ثانيا
ثم لحقها الكبار عندما رأوا أبناءهم يقتلون
و هنا أصبحت ثورة شعب و التي لم يكن يريدها احد.
إن الذي ساهم و بشكل اكبر في تأجيج الثورة هو غباء النظام نفسه, بعد أن عود الشعب و طوال عقود طويلة بان لا صوت يعلو فوق صوت النظام, هو الآمر و الناهي و هو القادر على كل شيئ.
لا أريد أن أطيل و لكني أريد القول أن الأطفال الذين اشعلوا هذه الثورة هم هدفنا الآن, و المستقبل لهم لهؤلاء الأطفال الذين ايقظوا الكبار من سباتهم العميق و من خوفهم على مصالحهم و بعد أن  نسوا كرامتهم , هؤلاء الأطفال الذين سوف يعيدوا لنا حريتنا المسلوبة و يعيدونا إلى الطريق السليم , لنشكر هؤلاء الأطفال و لنتعلم منهم و لنقدرهم و لنحترمهم و لندافع عنهم بكل ما أوتينا به من قوة لأنهم إن عاشوا أحرارا سيعلو شأنهم و يعيدوا لنا أمجادنا و لو لم نكن عندها معهم.
شكرا يا أطفال درعا
شكرا يا أطفال سوريا