لالعالم في 2011الشرق ثائر و الغرب حائر وجرح القاعدة غائر

غازي الدالي 

نسق الأحداث خلال سنة 2011كان سريعا للغاية لدرجة العجز عن مواكبته و زخمها كان كبيرا ومتنوعا في ميادين شتى ,لذلك يطول الحديث فيها و لكن يمكن الإكتفاء بثلاث من أبرز ما شغل الرأي العام و وسائل الإعلام .
أولا ثورات الربيع العربي التي غيرت حياة شعوب و أسقطت أنظمة استبدادية و الحال ينطبق على كل من تونس و مصر و ليبيا و اليمن ,هذا الأخير الذي لا يزال ينتظر نقل السلطة بعد إستقالة علي عبد الله صالح ,و في إنتظار نصر الثورة السورية التي لازالت مستمرة و دماء شهدائها لازالت تسيل في ظل تشبث النظام بالحكم .الربيع العربي يتمثل في ثورات تشابهت في الدوافع من وضع إجتماعي متدهور ,إنتهاك للحريات الفردية و الجماعية و إستفراد بالحكم و إشتركت في المطالب كالحرية و الكرامة و الديمقراطية و كان في شكل إحتجاجات و مظاهرات و إعتصامات و عصيان مدني , سقط فيها ضحايا برصاص الأمن ووصل إلى حد حرب أهلية شهدتّها ليبيا .كان لوسائل التواصل الإجتماعي كالفايسبوك و الإنترنات دور بارز فيها .
إنطلق الربيع العربي من تونس بتاريخ 17ديسمبر 2010إثرأقدام الشاب محمد البوعزيزي على إحراق نفسه إحتجاجا على وضعه المعيشي ,فتضامن معه الشعب التونسي لتكون ثورة أطاحت ببن علي يوم 14جانفي 2011.إنتقلت الشرارة بعد ذلك إلى مصر لتطيح بحسني مبارك في أقل من ثلاث أسابيع ,ليأتي بعد ذلك الدور على الزعيم الليبي معمر القذافي الذي قتله الثوار بعد حرب ضروس كانت شديدة الدموية إمتدت لأشهر وفي اليمن أجبر علي عبد الله صالح على ترك السلطة تحت ضغط الثوار و أخيرا في سوريا عزيمة الثوار تقوى يوما بعد يوم والنظام إشتدت عزلته .
إن كانا الشرق مشغول بمصير ثوراته و بتحقيق الإنتقال الديمقراطي السلس فإن الغرب يعيش ظروف إقتصادية صعبة للغاية ,حيث إحتدت الأزمة في دول الإتحاد الأوروبي و بلغت ذروتها في بعض الدول,التي تسودها أجواء من التشاؤم و المخاوف تتزايد خصوصا مع إستفحال أزمة الديون السيادية لتي عبرت بعض الحكومات عن عجزها في سدادها .اليونان أكثر الدول تضررا ,شارف على الإفلاس رغم سياسة التقشف التي إتبعها و رغم تغيير حكومة باباندريوس بحكومة لوكاس باباديموس.إيطاليا هي الأخرى وجدت نفسها وسط دوامة المخاوف الإقتصادية و هناك مخاوف من عجزها عن سداد ديونها و هو ما دفع برلسكوني للإستقالة ليخلفه ماريو مونتي الذي يعول عليه الإيطاليون كثيرا للخروج من الأزمة .بدورهاالبرتغال تعيش في عمق الأزمة بعد أن إستقال رئيس وزرائها من الحكومة بعد أن رفض البرلمان مخططا قدمه يهدف إلى خفض الإنفاق العام من أجل تقليص عجز الميزانية و بالنسبة لبقية دول اليورو هناك مخاوف عديدة مما قد تحمله سنة 2012على المستوى الإقتصادي و الإجتماعي .
حدث أخر لايقل أهمية أو ربما يكون أبرز أحداث السنة و هو مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يوم 2 ماي 2011,أثناء تواجده بمجمع سكني بمنطقة أبوت أباد بباكستان على يد فرقة خاصة من قوات البحرية الأمريكية بعد مطاردات دامت لسنوات .مقتل بن لادن يعد ضربةموجعة للقاعدة التي فقدت زعيمها الروحي و مؤسس تنظيمهاو يرى البعض أنها بصدد تنظيم صفوفها و قد يكون ردها عنيفا خلال سنة 2012.
سنة 2011كانت بإمتياز سنة الأحتجاجات و المواجهات و الأزمات و أيضا الكوارث الطبيعية لذلك فالأمال عريضة و الدعوات و التطلعات كبيرة لسنة جديدة تكون هادئة و مسالمة تكون أقل دموية .