الثورة التونسية تكشف النقاب عن ثروة نفطية

تقرير: بسام بن ضو 
 
 كثر الحديث في الاونة الاخيرة حول الثروات الباطنية بالبلاد التنسية و ما تتعرض له من تكتم و سرقات و غياب للتوضيح ليترك هذا الموضوع محل اخذ و رد…حيث لا يمكن ان يستوعب الشعب طريقة الالتباس في التعامل مع هذا الملف الذي يمكن ان يكون مفتاح الخروج من الازمة الحالية للبلاد التونسية…
فالصراع الدائر بين اكبر عمالقة البترول في العالم على الثروة الباطنية التونسية و الذي من المحتمل أن يكون قد ذهب ضحيته “ماتيي” و هو مدير شركة ايطالية اثر تفجير طائرته عند زيارته لحقول النفط في البرمة. و ان دل على شئ فانما يدل على ثراء الباطن التونسي و من المفارقات ان نرى ثراءا في باطن الارض و فقر مدقع على سطحها الامر الذي كان يؤجج الغضب الشعبي في كل مرة اضف الى ذلك اعتماد تونس لطريقة استخراج النفط تحت اسم العملية الذكية باشراف الشركة الامريكية “هالي بورتن” و كان لنيجيريا شرف البداية ثم السعودية ثم تونس و للتوضيح فان هذه العملية هي تكنولوجيا التحكم عن بعد تشمل ابار النفط فمن المفروض انبوب و مضخة لكل بئر نفطية بينما العملية الذكية تتطلب 12 مضخة و انبوبين لكل بئر و بالتالي منتوج البئر الواحد بهذه الطريقة يعادل منتوج 12 بئر و تتبنى هذه العملية شركة “اني” بواد زار و بير زار من ولاية تطاوين بمعدل 8 ابار في السنة…و قد تجاوز عدد الرخص المسندة للشركات الاجنبية المختصة في التنقيب عن النفط الستين رخصة مع استمرار التعتيم حول الاكتشافات ما عدى بعض المعلومات المسربة بطرق خاصة و التي اثبتت في عديد المناسبات ثراء الباطن التونسي و كشفت النقاب على عديد الصفقات المشبوهة في اغلبها مثل الصفقة القطرية لانشاء مصفات بالصخيرة مقابل 2 مليار دولارو التي يمكن ان تحتل المرتبة الثانية بعد مصفات ستير جرزونة اضف اليها البئرالبترولية الواقعة بقرقنة .
كما اكدت الاخبار عن اكتشاف احتياطي ضخم من النفط في القيروان ووفق اعلان شركة ديالاكس فان الاحتياطي المحتمل من النفط بمنطقة بو حجلة يفوق مليار برميل و هو ما يقدر بسعر السوق الحالي باكثر من 100 مليار دولار و يتوقع ان يرتفع احتياطي بوحجلة الى 1.6 مليار برميل و اذا تمت اضافته الى احتياطي تونس من النفط المقدر ب 425 مليون برميل فسيكون الاحتياطي التونسي مقدرب 2.1 مليار برميل اي ما يفوق سبع مرات احتياطي قطر حسب دراسة انجزها الباحث التونسي محمد بلغوثي.
و تضاف كل هذه الابار الى قرابة 4 ابار اخرى وقع تدميرها لاسباب مجهولة و هو ما كشف عنه الخبير في الطاقة السيد رضا مامون…و ربما يدهش القارئ لعدد الابار و حجم الثروات الباطنية و هذا امر طبيعي نظرا لسياسة التعتيم الممارس منذ سنوات و الذي لا بد من استئصاله و كشف خفاياه حتى تعود الثروات المنهوبة لاصحابها و حتى يسترد الشعب التونسي معها كرامته و حريته…
فلا بد ان تعمل الحكومة الحالية جاهدا على فتح هذه الملفات و دراستها بجدية لما فيها من حلول تكاد تكون قطعية مع المشاكل الاساسية كالبطالة و الفقر و يرفع بذلك الغموض و الالتباس الذي يربك المواطن التونسي حول هذا الموضوع الشائك…