العراق بعد الإحتلال,إعادة إعمار للبنيان و مخاوف من الإنقسام

تقرير غازي الدالي   و  وفاء بلغيث –

بعد إحتلال دام لأكثر من ثمانية سنوات ,أعلنت القوات الأمريكية مع بداية السنة الجديدة إنسحابها من العراق.بعد أن دخلته غازية هي و حلفائها سنة 2003على أساس أنها تبشر بالديمقراطية و تضع حدا للديكتاتورية,لكنها اليوم تتركه يتخبط في الفساد  _العراق البلد الرابع الأ كثر فسادا في العالم وفق تقرير لمنظمة الشفافية الدولية_ و الفقر  حيث بلغت النسبة%30.وبإيدي حكام تقودهم النزوات و تسيطر عليهم الميولات,عراق مابعد الإحتلال تائه,يشكو الإنقسامات الداخلية و الخلافات السياسية و ضعف أجهزته الأمنية إضافة الى الأطماع الخارجية خاصة لدول الجوار التي ما إنفكت تتأجج نيران النزاعات الطائفية بين الشيعة و السنة.
رئيس الوزراء نوري المالكي  أعلن يوم 31 ديسمبر 2011تاريخ إنسحاب القوات الامريكية  يوما وطنيا أسماه يوم العراق و دعا كل العراقيين إلى نبذ العنف و تجاوز الخلافات و فتح صفحة جديدة من تاريخ بلاد الرافدين  تكون ناصعة البياض لتنجح عملية الإعمار للبنية التحتية المتداعية و كل المرافق العمومية و ضخ دماء جديدة في إقتصاد منهك رغم العائدات المالية الضخمة التي يوفرها البترول إضافة الى تنظيم مؤسسات الدولة و تقديم الخدمات الضرورية للمواطن العراقي.إلا أن هذا التفاؤل لا يحجب خطورة المشهدالعراقي الحالي المهدد بالإنفجار في أي لحظةفالمخاوف اليوم تتزايد من حدوث الفتنة الطائفية التي تلوح في الأفق سيما مع تزايد الأعمال الانتقامية التي تستهدف المقدسات الدينية,هذا يعودالى ضعف القوات الأمنية التي لا تعكس مؤسسات الدولة و إنما يغلب على تكوينها البعد الطائفي.أسوا من الحرب الطائفية لاشك أنه كابوس التقسيم  فالعراق اليوم في شكل أقاليم كردية,أقاليم سنية و أقاليم شيعية,الحكم في كل منها ذاتي و بعضها يبدي الولاء لأطراف خارجية و الحال ينطبق على الشيعة و ولائهم لإيران التي سيزيد دعمها لهم خاصة بعد الإنسحاب الأمريكي.
مرحلة جديدة تلك هي التي يعيشها العراق اليوم بعد أن غادره الغزاة لكنهم تركوا الأبواب مفتوحة لغيرهم و لهم إن قرروا العودة يوما و تركوا فيه قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة إن لم ينجح العراقيون أنفسهم في إيقاف عداداتها.