حسن نصر الله ينتقد الثورة السورية و يحذر الغرب من ضرب ايران

                                                                                                                     تقرير “غازي الدالي” ” وفاء بلغيث”

بمناسبة احتفال حزب الله بيوم الشهيد الجمعة الفارطة خرج امين عامه اخيرا من صمته معلقا على الاحداث الجارية في المنطقة .وكالعادة اسال كلامه الحبر الكثير و لكن هذه المرة لم تكن كسابقاتها حيث و بدون قصد اسقط القناع.قناع المقاومة و محاربة الظلم و الظالمين و الدفاع عن المظلومين باءنحيازه الفاضح للنظام السوري و بدفاعه عن قائده قاتل الالاف و مضطهد الملايين” بشار الاسد “.والغريب في الامر انه هو نفسه سارع الى تهنئة شعوب تونس و مصر و ليبيا التي انجزت ثورات باهرة .و لكن الثورة السورية اكبر الثورات العربية من حيث عدد القتلي اكثر من4000
 قتيل و من حيث المدة المطالب في الحرية و العدالة و الكرامة فكيف يمكن ان تكون الثورة في سوريا استثناء عن باقي الثورات .
نصر الله استفز السوريين بخطابه و تدخل في شانهم الداخلي و انتقد ثورتهم و دافع بشدة عن نظام الاسد زاعما ان هذا النظام مصمم الزمنية زهاء تسعة اشهر هي مجرد مؤامرة امريكية اسرائيلية الهدف من ورائها الاطاحة بالنظام السوري هكذا استنتج حسن نصر الله .
و من المفارقات في قراءة امين عام حزب الله للاحداث الجارية على امتداد الاشهر الاخيرة حديثه عن حصاد الربيع العربي حيث اعتبر سقوط نظام بن علي في تونس و القذافي في ليبيا اضافة الى نظام حسني مبارك خسارة للمشروع الامريكي في المنطقة و لكن سقوط نظام الاسد يخدم هذا المشروع . و يبدو حسن نصر الله قد تناسى ان الثورات العربية بما فيها الثورة السورية تشترك في نفس الدوافع و رفعت فيها نفس الشعارات و قدمت فيها نفس فعلا على الاصلاح و الحال انه رفض الحوار و المبادرات حتى تلك الصادرة من الجامعة العربية رحب بها و لكن رفض التقيد بها ميدانيا حيث واصل اعتداءاته الوحشية .
سوريا باكملها اليوم منتفضة و دماء شهدائها تملئ الشوارع و مستشفياتها في حالة طوارئ و مدن باكملها محاصرة و نصر الله يتحدث عن تاييد غالبية الشعب السوري للاسد و يدعو السوريين الى الحفاظ على نظامهم و اللبنانيين الى عدم الطعن في خاصرة هذا النظام و هذا ما يجرنا الى القول ان حسن نصر الله يحاول تزييف الحقائق و تقليص الضغط على النظام في سوريا احد اهم حلفائه و لم يقدر حتى على التنديد و شجب القمع في سوريا و هو الذي لطالما توعد اسرائيل بحروب و مواجهات .
كما دافع حسن نصر الله في خطابه على النظام الايراني قائلا “ان واشنطن لن تنجح في اخضاع دمشق و طهران ” محذرا الغرب من محاولة الاقدام على ضرب سوريا او ايران متوقعا في حال حصول  ذلك  حرب شاملة في المنطقة . كما اعتبر ان كل تلك النداءات للحرب التي تصدر من هنا و هناك مجرد استراتيجية امريكية الهدف من ورائها الانسحاب من المنطقة بعد تتالي خسائرها و خيباتها (العراق و افغانستان ) , كما ترمي هذه الاستراتيجية الى نقل سوريا و ايران الى موقع دفاع محللا ذلك بظهور معطيات استراتيجية جديدة تضعف اميريكا و يقوى بها محور المقاومة على حد قوله .
و فيما يتعلق بالملف النووي الايراني استبعد زعيم حزب الله خيار الضربة العسكرية قائلا بالحرف الواحد”من يجرؤ على ان يشن حربا على ايران”في اشارة الى قوة ايران العسكرية و جاهزيتها لخوض اي مواجهة
الخطاب الجديد لنصر الله كشف بوضوح عن سماكة العلاقات التي تربط حزب الله بكل من النظامين السوري و الايراني مما يجعل مستقبله رهين تماسك هذين النظامين في هذه المرحلة بالذات و بالتالي وضع الزعيم الشيعي حزبه في دائرة الاحداث باءستفزازه الشعب السوري و وقوفه الى جانب النظام الايراني ضد الغرب