في انتظار خروج صفقة تبادل الاسرى الى النور ,الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي

تحرير ” وفاء بلغيث” “غازي الدالي””رفيق الفورتي

  و بين الشوق و الحنين ,شوق الى الحرية و حنين الى الوطن , و بين العزوف عن الاكل و الرغبة  في الحرية  هكذا بدت حا لة كل اسير فلسطيني مرت عليه السنين وراء القضبان على امل العيش بسلام في ارض انتهبت منه بدون حق

الانتظار لا يقتصر على الا سير الفلسطيني فقط بل يشمل كل عائلات الاسرى  التي عانت مرارة فراق اعز الاحباب كما تذوقت تلك المرارة من قبل عندما افتكت غصبا اراضهم فهي لازالت تبكي فراقهم , فراق من جاهد في سبيل ان تعزف الحرية الحانها  في ربوع فلسطين الغالية . فالعد التنازلي قد بدا اذ ليست فلسطين وحدها من ينتظر حرية ابطالها بل ايضا اسرائيل تعتبر الجندي الاسير “جلعاد شاليط “بطلا اسطوريا طال انتظاره بعد ان اعتقل غازيا بقوة السلاح شعبا اعزلا في قطاع غزة و لذلك فهي مستعدة الى اطلاق سراح مئات الاسرى الفلسطنيين الابطال مقابل اطلاق سراح هذا الجندي ياله من عار لكل من يزعم الدفاع عن حريات و حقوق الانسان عندما تعادل حياة جندي حياة مئات المدنيين .

ان سجون الاحتلال كما قال الفلسطنيون هي حرمان , اضطهاد و معاناة لذلك لابد من المضي قدما في سبيل اطلاق سراح اكثر من 6000 اسير من بينهم نساء و اطفال و شيوخ قضوا زهرة شبابهم وراء القضبان ايمانا منهم بقضيتهم العادلة و بقرب الفرج و الحرية يحلمون بنصر قادم باذن الله لانهم على حق و لا يضيع حق وراءه طالب .

و كدعم للاسرى الذين يقوم بعضهم باضراب عن الطعام قام صحفي فلسطني يوم 15 اكتوبر باءقامة  حفل زفافه في ساحة الاعتصام المقامة امام مقر اللجنة الدولية الصليب الاحمر مستبقا بذلك فرحة استقبال الدفعة الاولى من الاسرى المحررين بما ان اسرائيل قررت تقسيم تحرير الاسرى الى دفعتين فمن مجموع 1027 سجين محرر سيفرج على 450 اسير توازيا مع اطلاق سراح “جلعاد شاليط”.

قائمة المساجين التي وافقت اسرائيل على سراحهم لن تضم البعض من رموز المقاومة الفلسطنية مثل “مروان البرغوثي” و “احمد سعد “رغم ما يعانيه هؤلاء من سوء معاملة و من تضييق داخل سجون الاحتلال.

من جهتها قامت اسرائيل, كاستباق لحدث عودة الجندي الاسير الذي وقع اعتقاله في 28 يوليو 2006 على يد المقاومة الفلسطنية متمثلة في حركة حماس , بعرض فيلما يكشف الخفايا التي رافقت حادثة اعتقال “شاليط”.

اما من الناحية السياسية فقد قامت الحكومة الاسرائيلية كما اعلن ذلك رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلي بالمصادقة باللاغلبية  الساحقة على صفقة تبادل الاسرى و كنتيجة لذلك فقد قام وزراء اسرائيلين بطرح مجموعة من المقترحات لاتمام صفقة “شاليط” من بينها  اقتراح عفو عام على اليهوديين الذين نفذوا عمليات تطرف ضد فلسطنيين متناسية ما يعانيه نساء و اطفال فلسطنيين في سجونها رغم تعهدها باطلاق سراحهم  بعد ان اضرب بعضهم عن الطعام .

و رغم الافراج عنهم فان معاناة العديد منهم ستتواصل بعيدا عن عائلاتهم  بما ان اسرائيل قد اعلنت بان عدد منهم سيعودون الى بيوتهم  و اخرون سيتم ترحيلهم الى القدس الغربية و قرابة 131 اسير الى غزة و خير مثال الاسير “فؤاد الرزام” المحكوم عليه ثلاث مرات بالحكم المؤبد فقد قررت اسرائيل عدم ترحيله الى مسقط راسه بالضفة الغربية و انما قررت استبعاده الى قطاع غزة .اما بقية الاسرى فستنفيهم خارج فلسطين نحو مصر و الاردن  و اما الفلسطنيين الحاملين للجنسية الاسرائيلية فسيعودون الى القدس.

في الايام المقبلة قد تعم الفرحة البيوت الفلسطنية و تنتهي معاناة اكثر من الف سجين و لكن الفرحة لن تكتمل الا بتحرير “القدس” لتعود بذلك الارض الى اصحابها و يستكمل” الربيع العربي” الذي بدأ بالثورات و يأمل الكثير بان يحط الرحال في فلسطين