مسيحي سوريا : ثوار الصفوف الأمامية

غازي الدالي

رغم مابذله النظام السوري منذ بداية الثورة من  مجهودات ديبلوماسية و حملات إعلامية هدفت إلى التخويف من الارهاب و التطرف الديني و نشر فزاعة تهديد المجموعات المسلحة  المنتمية الى القاعدة  تروع المواطنين و تضطهد الأقليات الأخرى أينما حلت ,أثبتت الوقائع و الأخبار الواردة من هناك رغم شحها أن الثورة السورية ثورة شعب كامل جمع بين مكوناته التوق الى الحرية و العتق من قيود الظلم و الطغيان و لم تفرق بينهم لا الأديان(مسلمين و مسيحيين)و لا الأعراق (أشوريين, أكراد ,عرب … ) ,هذا الشعب أبهر العالم بحفاظه على تماسكه رغم أنه يتشكل من أقليات متعددة  تحدث النظام مرارا و تكرارا على ودها و دعمها له و دعتها  بعض الأطراف الأخرى خاصة من الخارج الى المشاركة في الثورة و عدم التواطؤ مع النظام بالسكوت عن مجازره المتعددة . أخر هذه الدعوات كانت من زعيم حزب القوات اللبناني ”سمير جعجع” الذي دعا المسيحيين الى المشاركة في الثورة ضد النظام و عدم الوقوف موقف المتفرج مما يحصل , لكن بعض الوقائع تكذب كل هذا و تؤكد أن الأقلية المسيحية في سوريا جزء من الثورة  و وقود الانتفاضة وأبناءها ثوار الجبهات الامامية  , بالمشاركة في المظاهرات الغاضبة و رفع الافتات العملاقة ضد النظام و المطالبة بتنحيه و أيضا  بالتدفق  على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنات و تكوين صفحات و مجموعات و تنسيقيات  تنقل أول بأول ما يحصل من أحداث داخل سوريا و تركز على المشاركة المسيحية في الثورة و تساعد على  حشد الدعم الخارجي و تنظيم عمليات جمع التبرعات و المساعدات العاجلة للنازحين  .بل ان مصادر من الجيش الحر أكدت أن عديد المسيحيين إلتحقوا بالكتائب المقاتلة و حملوا السلاح ضد النظام و أعلن مؤخرا عن تشكيل كتيبة”مسيحية” مقاتلة ” تابعة للجيش السوري الحر حملت إسم ”أنصار الدين” في بيان نشر على الانترنت, كما أن المجلس الوطني السوري يضم أعضاء مسيحيين أبرزهم المناضل المعروف ”جورج صبرا” .و في ذلك رسالة قوية تلجم كل الافواه التي لازالت تتحدث عن أسلمة الثورة السورية و وقوعها تحت سيطرة مجموعات متشددة إسلامية تسعى الى الاطاحة بالنظام و في الأن نفسه تضطهد الأقليات السورية الأخرى مثل المسيحيين و هو ما نفى حصوله السفير البابوي المعتمد في دمشق ”ماريوزيناري” و هكذا يظهر جليا أن كل من إعتقد في  نظرية المؤامرة ضد النظام أخطئ و هو يرى اليوم سوريا متحدة بكل أقلياتها و مكوناتها  تقف أمام   مخطط ايراني روسي مستعد أن يبيد شعبا بأسره مقابل الحفاظ  على مصالح إستراتيجية مشتركة يحميها نظام بدأ ينهار من الداخل رغم الدعم الرهيب الذي يلقاه من الخارج سواءا بالسلاح أو بالتغطية على جرائمه و تعطيل صدور أي قرار يدينه  من مجلس الامن .