مصر المجلس العسكري يقود البلاد الى مصير مجهول

تقرير غازي الدالي  وفاء بلغيث

أسابيع قليلة و يحتفل المصريون  بالذكرى الأولى لانتصار ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حسني مبارك ,ورغم مرور كل هذه الفترة الزمنية لا يزال الوضع الأمني هشا و سريع الانفجار و التدهور ,حيث سرعان ما يعود التوتر للشارع و تكررت عدة مرات الأحداث الدموية التي جدّت أيام الثورة .أخر هذه الأحداث يعيشها المصريون هذه الأيام مبعثها مخاوف على مصير الثورة التي يرى أغلب المصريين أنها سرقت منهم و تم استغلالها .جانب هام من المسؤولية على ما يحصل من فوضى و انفلات يحمله شباب الثورة للمجلس العسكري الذي يماطل في تحقيق المطالب الشعبية و التي على رأسها نقل السلطة للمدنيين و وقف المحاكمات العسكرية لهم .
المجلس العسكري الذي يدير حاليا شؤون البلاد بصفة يمكن القول أنها مرتجلة و عشوائية بعض الشيء ,مليئة بالارتباك و تفتقر الى الخبرة اللازمة ,أثبتها بسوء تعاملها مع الاحتجاجات الأخيرة  امام القصر العيني  و مقر رئاسة الوزراء و مجلس الشعب التي ارح ضحيتها عدد من القتلى و اصيب فيها العشرات نتيجة إطلاق النار و قمع مؤسف من جانب الشرطة العسكرية .
ردود الفعل كانت منددة بهذا التصرف الذي أساء الى صورة الجيش المصري, أعظم الجيوش العربية و أكثرها تنظيما , أغلب الاحزاب المصريةأصدرت بيانات  إ ستنكرت فيها هذا التعامل القمعي مع المحتجين و وهو نفس الموقف الصادر من الامم المتحدة و الولا يات المتحدة اللتان طالبتا المجلس العسكري بوقف العنف و نقل السلطة للمدنيين و لكن نظرا لتكرر هذه الاحداث الدموية منذ انتهاء الثورة من جهة و نظرا لتعثر المجلس العسكري و تذبذب مواقفه حيث يدعي تارة انه هو الحامي للثورة و تارة اخرى يقوم بقمع الثوار السلميين باستعمال الرصاص الحي, يمكن القول ان الجنرالات المصريين فشلوا في ادارة البلاد و توفير الظروف الملائمة لعملية الانتقال الديمقراطي و في المقابل كسبوا طوال سنة كاملة العداوةو الكره المتزايد  من المصريين
اذا هي ازمة ثقة بين المجلس العسكري و شعبه  تعصف بام الدنيا و ترمي بها في أحضان المجهول و غيب المستقبل سيما و ان الهوة تتسع يوما بعد يوم بين العسكري و المدني و السياسي وحتى الحكومات التي تم تشكيلها أخرها حكومة الجنزوري فشلت في ايجاد أليات تواصل و ملئ الفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد منذ الثورة و أيضا لم تنجح في ضبط خطة طريق يتم بموجبها نقل السلطة عبر انتخابات نزيهة وشفافة تقطع قطعا تاما مع الماضي.
من جانبه نفى المجلس العسكري كل الاتهامات التي وجهت اليه مقدما اعتذاراته عن سقوط ضحايا وأكد على وجود مؤامرة تهدف الى تدمير مصر و لكن اداراته العشواية للبلاد و تصرفاته االمتهورة  هي التي   عرضته لانتقادات واسعة شوهت الصورة الناصعة للجيش لمصري الذي كان ضحية سوء تصرف قادته و هو الذي لطالما تفاخر به المصريون , وما عليه فعله اليوم هو التعجيل بنقل السلطة الى مجلس ر ئاسي مدني يتكفل بتصريف الاعمال وإدارة شؤون البلاد و في ظرف أقصاه ستةأشهر يعين حكومة تكون تحت وصايته و يقوم بصياغة دستور للبلاد وتكون أخر مهامه تنظيم انتخابات.
كل قرار قد يتخذه المجلس هذه الا يام سيكون مهما للغاية وله تاثيرات بالغة الاهمية و على الطنطاوي و رفقا ئه أن يكونوا في حجم المسؤولية و يتحلوا بالشجاعة اللازمة للخروج بالبلاد من عنق الزجاجة وبطبيعة الحال الشجاعة ليست قوة و سلاح وانما هي أقوى الأسلحة على الاطلاق ألا و هي إرادة الشعوب.