علينا أن ندمر قرطاج…..لا داعي لذلك ..ستتولى أمرها البيروقراطية التونسية

نشر موقع نوتيزيا جيوبوليتيك الإيطالي و الذي يعنى بالسياسة الخارجية مقالا كتبه مدير الصحيفة “انريكو الياري” عبّر فيه عن استهجانه و أسفه على ما آلت إليه الأمور في تونس و الذي اعتاد على زيارتها باستمرار حيث عمد لرواية بعض الاحداث التي عاشها في غضون سويعات و لكنها تنمّ عن تسيب و استهتار مما جعلنا نستطرد أن الإرهاب معضلة في تقدم الشعوب و سبب من أسباب التراجع الإقتصادي وقطع الأرزاق ، في ذات الوقت هناك إرهاب من فصيل آخر قد يضرب كل جوانب الحياة و سيرها، إرهاب التسيب و الإهمال و سوء الإدارة و عدم الإمتثال للقوانين و تطبيقها و تفشي الفساد و الرشوة.

علينا أن ندمر قرطاج…..
هكذا عنون كاتب المقال ، ليصف الوضع المأساوي لتونس من خلال نزهة دامت لسويعات في أرقى أماكن العاصمة تونس، في هذا الإطار نقدم ترجمة لما ورد في مقال الصحفي انريكو الياري والذي اختار عنوانا له دلالات تاريخية مستشهدا بقولة “كاتوني الفاكيو” علينا أن ندمر قرطاج.
علينا أن ندمر قرطاج…..لا داعي لذلك ..ستتولى أمرها البيروقراطية التونسية
يوم مشمس من أيام شهر أفريل في تونس حيث يجوب شوارع البلاد بعض السياح نظرا للتراجع الذي شهده قطاع السياحة بعد ضربتي باردو و سوسة. هذه الشرذمة على قلتها تواجه سلسلة من المتاعب و الصعوبات من شأنها أن تقضي عما تبقى من الرغبة في العودة إلى تونس و اعتبارها وجهة سياحية.
هذه الأحداث تنطلق مع سائق التاكسي الذي يطلب ضعف ما سجله العداد أو يلغي العداد جملة و تفصيلا ، تراكم الفضلات ، التي تنتشر حيث ما يحل بصرك والتي تذكّرك بالمقولة الشهيرة “دع السفينة تبحر ما دامت السفينة قادرة على الإبحار”.
إذا راودتك رغبة في زيارة قرطاج بما أنك هناك و يترائ لك “كاطوني تشنصوريو” و هو على أبوابها لغزوها و إسقاط تلك المملكة التي ضلت تبعث غيضا في روما . تتهاوى هذه الصورة عندما تصطدم بالحقيقة و أن هذه الزيارة تصبح مجرد خيبة ٱمل.
لا شك أن السياحة هي أحد أهم الموارد التي إذا خضعت إلى إدارة محكمة لن تكون من بين الموارد الثانوية خاصة لبلد قدم طلب اقتراض لبنك النقد الدولي قيمته 9 مليار دولار و هو مطالب بفسخ عقود في صفوف منتدبي الوظيفة العمومية و إحالة آخرين على التقاعد المبكر و فرض ضرائب على مواد أساسية و رفع الدعم عن أخرى.
تدفع معلوم تذكرة كاملة لتجد ثلاثة أرباع المعلم الحضاري و الأثري قرطاج إما مغلق أو خارج الخدمة مما يجعلني أتساءل ، هل ثورة الياسمين جاءت بالديمقراطية أم بفوضى
لضرب قرطاج و تحطيمها لا نحتاج “لإيميليانو شيبيوني ” آخر….يكفيك أن تنتظر البيرقراطية التونسية. ففي هذا الإتجاه يبدو أن نجاحها منقطع النظير.