ليبيا .حوار حصري مع وزير الدفاع المهدي البرغاثي.

حاورته فانيسا توماسيني

عد المواجهات الأخيرة في طرابلس والهجوم على منزله ، كان من دواعي سرورنا مقابلة المهدي البرغثي، وزير الدفاع الفعلي في الجيش الليبي . وقد علق عمل الوزير مؤخرا من قبل رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج على تورطه الافتراضي في مذبحة المدنيين في مدينة براك الشاطئ في جنوب ليبيا

س1-  تم تعينك كوزير للدفاع في حكومة الوفاق الوطني في يناير 2016 م ، لماذا تم تعليق عملك في هذا الوقت بالتحديد وماذا يجري!

جـ ) نعم تم تعيني كوزير للدفاع ضم اتفاق الصخرات بناءً على المحاصصة التي تمت على أنني كنت امثل القوة العسكرية التي تحارب في بنغازي على الارض ،، علما انني من قبيلة العواقير  ، ولكن هذه القوة كانت من جميع مناطق ليبيا وحاربت الارهاب في ظروف صعبة وكنت أمر اللواء 204 دبابات كما انني أقتحمت كتيبة راف الله السحاتي ، ومعسكر القوارشة المحسوب على التيار المتطرف ،

وقد قبلت بهذا المنصب حفاظاً على توحيد التراب الليبي والمؤسسة العسكرية ، ورغم المصاعب وعدم قبول حكومة الوفاق في المنطقة الشرقية ، وذهبت إلى طرابلس لنبرهن للجميع بان حكومة الوفاق تشمل كل الليبيين .

وبالنسبة لموضوع تعليق عملي على خلفية احداث براك الشاطئ كوزير ، تم تشكيل لجنة للتحقيق قانونية تضم     كلاً من، وزير العدل ووزير الداخلية ، وقد تم تحديد عمل اللجنة لمدة اسبوعين فقط من تاريخ تشكيل اللجنة .. وقد تم تسليم نتائج التحقق لرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج. .. ولكن للاسف الى وقتنا الحاضر لم يعلن عن نتائج التحقيق ، وهذا ما يضع إشارات استفهام  أهل الشاطئ  ،وقد طلبت من وزير العدل بكتاب رسمي ان يعلن ما مدى مسؤليتنا عن احداث براك الشاطئ.

علما انني ليس لي اي علاقة باحداث براك الشاطئ وانا بري منها ، وهي عبارة عن ورقة سياسية لتشويهي وابعادي من المشهد لسياسي .

فنحن في وزارة الدفاع نحارب الارهاب ولا نحارب ابناء وطننا مهما كانت الظروف .

س2_ وافيد ايضا بانك قدت شخصياً قوات حكومة الوفاق الليبية خلال الهجوم على سرت وبنغازي لاستعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ، هل ممكن ان تخبرنا من هذه التجربة ؟؟

جـ ) نعم قدت المعركة على الارض في بنغازي مع ابناء المؤسسة العسكرية واهلنا في بنغازي وقد استشهدا فيها خيرة ابناء ليبيا في محاربة الارهاب.

وقد كنت اكبر الداعمين في غرفة عمليات سرت للقضاء على التنظيم الارهابي( داعش) في سرت والتي كانت اكبر معقل لهم في ليبيا وكسرنا شوكتهم ،، الان بنغازي وسرت محررة وتعمل الامم المتحدة في الوقت الحاضر لنزع الالغام والاشراف على عودة النازحين والمهجرين لمدنهم.

س3) وافيد ايضا انك انضممت لعملية الكرامة في عام 2014 م مع خليفة حفتر ، فماذا حدث مع خليفة حفتر ؟

جـ ) عملية الكرامة خاضها كل ابناء المؤسسة العسكرية تحت حاضنة قبائلنا وكانت من اجل الدفاع عن النفس بعد قيام المتطرفين باغتيال ابناء المؤسسة العسكرية والامنية ، وفعلا كانت نواة محاربة الارهاب في ليبيا حتى               دخلت المؤسسة العسكرية في العمل السياسي . وهذا لم ينل اعجاب المؤسسة العسكرية و قيادات المحاور في بنغازي ، ولهذا تم اخياري لاني رفيق السلاح وكنت متواجد معهم في اصعب الظروف.

س4) أعتقد جيداً انك تعرف بلدك فكيف ترى الانتخابات القادمة ؟

جـ) أظن الانتخابات في ظل هذا الوضع الامني المتردي والانقسام السياسي وتفكك المؤسسات مع عدم وجود قانون انتخابات او قانون احزاب وشعب لم يصوت على الدستور تعتبر انتخابات كما يضيف الملح على الجرح ، واظن ان السيد / غسان سلامة استطاع ان يشخص حالة الليبيين، ويريد توحيد المؤسسة العسكرية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً كمؤسسة وطنية لاتتعاطى الامور السياسية ومهامها حماية الوطن والحدود وتكون تحت قيادة مدنية وداعمة للمصالحة الوطنية الشاملة .

وانصح السيد سلامة بان يستعين بقدماء  الضباط من المؤسسة العسكرية من كل مناطق ليبيا ليكونوا هيئة استشارية لتوحيد الجيش الليبي ، لما يحضوا به من احترام وتراتبية حتى يكون بناء الجيش سليم ووطني ، فالجيش الليبي مؤسسة عريقة ويوجد ولاء واحترام بين كل ابناءه ،،،،

ولكن الاجندات الدولية السياسية والتدخلات الدولية ادخلوه في معارك جانبية لم يكن داعي لها ومعركة الجيش هي مكافحة الارهاب وحماية الحدود بعد توحيدها وتنظيمها تحت اشراف الامم المتحدة وقيادات ابناء المؤسسة العسكرية .

س 5)ما زلنا نرى هذا التدفق غير المنظم للهجرة من بلدان الجنوب الصحراوي الكبرى ،وكما كتبت عدة مرات، فإن ليبيا ضحية لهذه المشكلة ، فما هي قاعدة الجيش الليبي لوقفها؟؟

جــ) قمت بتخريج 1500 عنصر من حرس الحدود للتعامل مع هذه الظاهرة واشرفت على تخريجهم وتدريبهم في مدينة زليتن ، ولكن المشكلة قلة الدعم المالي  والدولي لوزارة الدفاع ، ولكن مشكلة الهجرة مشكلة دولية لليبيا ومنطقة عبور وتحتاج الى جهود دولية وامني وتنموي واتفاق قبلي شامل حتى تنتهي المشاكل من جذورها ، ولكن الحلول التلفيقية تكون كالمسكن الذي يخفف اثرها مؤقتا ،والتجاذبات والصراعات بين المؤسسات وعدم تناغمها سيجهض اي مجهود تقوم به وزارة الدفاع .

وعليه فإن المصالحة الشاملة وبناء الدولة هي الحل لجميع المشاكل .

علما مع كل هذه الظروف والمعانات وقلة الامكانيات قمت شخصيا بالمتابعة على صيانة القطع البحرية المتضررة للوقوف على منع الهجرة الى الدول الاوروبية عبر البحر .