الاخوان المسلمون في مصر انتخابات المصير بعد مخاض عسير

تقرير بسام بن ضو غازي الدالي –  

   إنقضت سنة كاملة على إنطلاق الثورة المصرية, سنة كانت صعبة و حرجة للغاية بالنسبة لكل المصريين حيث كانت فرحتهم كبيرة بإنتصار ثورتهم و تنحي حسني مبارك عن السلطة و لكن كانت خيبتهم أكبر بتشبث المجلس العسكري بها.هذا الأخير تولى الحكم مباشرة بعد إنتهاء الثورة و قام بطرح تعديلات دستورية ضمن إستفتاءعام وافق عليه المصريون بنسبة 77 بالمائة. و كان الهدف من هذه التعديلات تنظيم إنتخابات تشريعية و رئاسية يتم بموجبها نقل السلطة للمدنيين و إثر فترة أخذ و رد و تأخير متكرر في موعدها تم أخيرا تنظيمها وسط أجواء مشحونة و توتر متزايد و شكوك في مدى مصداقيتها و ديمقراطيتها, و قد تمت هذه الانتخابات و فق مراحل إنطلقت في شهر نوفمبر و إنتهت مع بداية السنة الجديدة.إنبثق عنها أول مجلس شعب منتخب فاز خلاله حزب الحرية و العدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمون بأغلبية المقاعد بنسبة بلغت 47 بالمائة, يليه حزب النور السلفي بنسبة 23 بالمائة في حين إقتسمت بقية الأحزاب الأ خرى و المستقلين النسبة المتبقية (30بالمائة).
فخولت هذه النتائج لجماعة الإخوان المسلمين ان تتربع على هرم السلطة بعد أن كانت محظورة في عهد النظام السابق, و هي جماعةأسسها المدرس حسن البنا سنة 1928 بمدينة الإسماعلية تعنى بالإ صلاح الإقتصادي والإ جتماعي و السيا سي من منظور إسلامي شامل و في سنة 1932 إنتقلت الى القاهرة
ثم سرعان ما انتشر فكر هذه الجماعة في مصر والعديد من الدول لتبلغ الان اكثر من 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولا اسلامية و غير اسلامية في القارات الست . وقد شهدت مصر إثر ثورة يناير وخلال الانتخابات الأ خيرة توجه شعبي كبير بالتصويت لجماعة الاخوان المسلمين و هو ما يخول لها أن تكون في الواجهة السياسية خلال الفترة القادمة وسط تخوفات من الداخل و الخارج لهذا المد الإسلامي الذي اكتسح الميدان السياسي إثر ثورات الربيع العربي .
في حين تتوجه هذه الحركات الإسلامية و على رأسها جماعة الإخوان بتطمينات للعالم على إعتدال مسارها و تصميمها على العمل مع كل الأطراف