كردستان العراق : حرب اليوم و حرب الغد

اitalianoنريكو اولياري

 

قمة جبل القاPeshmerga postazione ng grandeراه – الطريق نحو الخط الدفاعي الاول لمقاتلي البيشمركة في الجبل الذي يسطر داعش على الوادي اسفله ,متعرج ومليئ بالانحناءات الحادة ,يحاكي
حال التاريخ و الحاضر و لنكن واقعيين  لن يختلف مستقبل الشعب الكردي عن ذلك
كثيرا.

التقيت رفقة فريق ” نوتيزي جيوبوليتكي ” كمال الكركوي في مكتبه بالمنطقة الحربية ,هو مدير العلاقات العامة بالحزب الديمقراطي و كما هو جلي وضع حتم ان تكون التنظيمات الحزبية هي مؤسسات الدولة ,يلبس زي البيشمركة لكن بدون رتب عسكرية  ,  يعرف بالجنرال الذي يقود ”القسم الخامس” في المنطقة الاستراتيجة لكركوك.

اتسم الحوار بالوضوح , كان يجيب على الاسئلة بكل هدوء وبحرص شديد يعرض اجوبته , تلمئ جسده علامات الحرب,  على عربته العسكرية يجلس بين  سلاحي كلاشينكوف و كأنهما مسافرين ربما ليوضح كم هي معقدة الامور.

كلمة سحرية  واحدة وراء  كل شي  : البترول , الذهب الاسود الغاية التي يسعى لها الجميع  ,داعش نفسه بغض النظر عن الشعارات التي يرفعها ,الجهاد و الارهاب, ليس الا ”دولة ”  تبحث عن نصيبها من البترول  و هو ما يفسر ان اعنف المعارك دارت في منطقة الموصل و كركوك اين تنتشر حقول النفط بكثرة .

”اين نحن الان  -يشرح لي -, داعش كانت هنا سنة   2014قاتلنا من اجل السيطرة على هذه المنطقة و لن نستسلم مهما كانت الاسباب ”

مهما كانت الاسباب ؟ لكن كركوك لا تقع في كردستان بل في العمق العراقي؟

”كركوك كانت دائما للأكراد, وقع ترحليهم كالتركمان من قبل صدام حسين ليحل محلهم العرب ,لقد حاربنا و اريقت منا الدماء في سبيل تحريرها لذلك سنحافظ عليها  و ستكون جزء من كردستان المستقل حتى و لو كلفنا ذلك حربا اخرى ”.Kirkuki kemal ng grande

حربا اخرى ضد من ؟


”لن نفرط في هذه الارض للعراقيين و اذا لم تنجح الدبلوماسية سنحارب كما حاربنا الى اليوم”

ربما لهذا السبب لا تقوم الحكومة العراقية بتسلميكم الاسلحة و الامدادت التي يرسلها التحالف الدولي اليكم ؟ هل تظن ذلك؟

”هنا في الخطوط الامامية لا تصلنا امدادات يرسلها التحالف الدولي ,نحن من اوقف داعش و ليس العراقيين  و سنواصل قتالنا ضده لكننا في حاجة الى الاسلحة و المعدات  و خاصة الموارد المالية. بغداد ”لا تلعب لعبا نظيفا”,اريد ان اذكر ان الجيش العراقي تفكك امام تقدم الجهاديين و فرت عناصره تاركة العربات و المفاتيح داخلها  ,اعلمت التحالف الدولي اني لن اقبل و لو رصاصة واحدة يسلمونها لنا عن طريق بغداد ,سابقا قام كل من الناتو و امريكا بتسليم اسلحة للعراقيين انتهت لدى داعش و لم تصلنا نحن  ”.

لماذا داعش قوي لهذه الدرجة؟ ربما لانه اعاد الحياة ”لنمونكلاتورا” صدام حسين التي عطلتها امريكا

”في الحقيقة سكان المدن و القرى العربية السنية تحالفوا مع داعش ,في الموصل  دخل 300 جهادي المدينة و هو عدد غير كاف للسيطرة على مدينة فimageي حجم الموصل ,في هذه المنطقة القرى السنية و حتى تلك التي سيطرنا عليها يساندون داعش و تمكنا من القبض على بعض المتعاونين معه ,لكن لا نقوم
بافعال همجية او نطبق عدالة وهمية : بعد اربعة اشهر نستأنف الامر و نقيم من سيحاكم و لا نعدم مباشرة ”.

هناك بعض المنظمات العالمية تتهمكم بالتصفية العرقية؟

” ليست سوى فبركة ,لا أساس لها من الصحة,هناك بعض المنظمات كمنظمة الصليب الاحمر التي لا  أ رغب في التعامل معها  ما لم تتوقف  عن تسمية داعش التنظيم الارهابي” بالمعارضة المسلحة ” بكل بساطة.”

وصلت معه الى الخط الامامي على اعلى قمة جبل القاراه التي تطل على الوادي, مشهد مثير على ارتفاع 360 قدم ,يواصل القاء التحية على جنوده الذين يسارعون لرؤية قائدهم المصاب في احدى المعارك لكنه يقودهم الى هذا المكان و ربما الى ما ابعد منه.

يخيم الصمت على المكان لكن بعض طلقات مدفعية تقطعه احيانا , ليست بعيدة ,هناك في أرض داعش ,ربما هي لحرب ,حرب أخرى قادمة.

Peshmerga ng grande

شارك في الرحلة من فريق نوتيزي جيوبوليتكي كل من احسان السلطاني و جوليانو بيفولكي